التفاسير

< >
عرض

كُلُواْ وَٱشْرَبُواْ هَنِيئَاً بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
١٩
مُتَّكِئِينَ عَلَىٰ سُرُرٍ مَّصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ
٢٠
وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَٱتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَآ أَلَتْنَاهُمْ مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ كُلُّ ٱمْرِىءٍ بِمَا كَسَبَ رَهَينٌ
٢١
وَأَمْدَدْنَاهُم بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ
٢٢
-الطور

الدر المنثور في التفسير بالمأثور

أخرج ابن أبي حاتم من طريق عكرمة قال‏:‏ قال ابن عباس في قول الله لأهل الجنة ‏ { ‏كلوا واشربوا هنيئاً بما كنتم تعملون‏ }‏ قوله هنيئاً أي لا تموتون فيها، فعندها قالوا ‏ { ‏أفما نحن بميتين إلا موتتنا الأولى وما نحن بمعذبين } ‏ }‏ ‏[الصافات: 58 - 59‏]‏.‏
أخرج ابن مردويه عن أبي أمامة قال‏:‏
"سئل النبي صلى الله عليه وسلم، هل تزاور أهل الجنة‏؟‏‏.‏ قال‏: أي والذي بعثني بالحق إنهم ليتزاورون على النوق الدمك عليها حشايا الديباج يزور الأعلون الأسفلين، ولا يزور الأسفلون الأعلين، قال‏:‏ هم درجات، قال‏: وإنهم ليضعون مرافقهم فيتكئون ويأكلون ويشربون ويتنعمون ويتنازعون فيها كأساً لا لغو فيها ولا تأثيم لا يصدّعون عنها ولا ينزفون مقدار سبعين خريفاً، ما يرفع أحدهم مرفقه من اتكائه، قال‏:‏ يا رسول الله هل ينكحون‏؟‏ قال‏:‏ أي والذي بعثني بالحق دحاماً دحاماً وأشار بيده، ولكن لا مني ولا منية ولا يمتخطون فيها ولا يتغوّطون رجيعهم رشح كحبوب المسك مجامرهم الالوة، وأمشاطهم الذهب والفضة، آنيتهم من الذهب والفضة يسبحون الله بكرة وعشياً قلوبهم على قلب رجل واحد، لا غل بينهم ولا تباغض يسبحون الله تعالى بكرة وعشيا‏ً" .
وأخرج الحاكم وصححه عن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ ‏{ ‏والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم‏ }‏‏ .‏
وأخرج سعيد بن منصور وهناد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم والبيهقي في سننه عن ابن عباس قال‏:‏ إن الله ليرفع ذرية المؤمن معه في الجنة وإن كانوا دونه في العمل لتقربهم عينه، ثم قرأ ‏{ ‏والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم‏ }‏ الآية‏.‏
وأخرج البزار وابن مردويه عن ابن عباس رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏
"إن الله يرفع ذرية المؤمن إليه في درجته وإن كانوا دونه في العمل لتقر بهم عينه، ثم قرأ ‏ { ‏والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء‏ }‏ قال‏:‏ وما نقصنا الآباء بما أعطينا البنين‏" .
وأخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏ "إذا دخل الرجل الجنة سأل عن أبويه وذريته وولده، فيقال‏:‏ إنهم لم يبلغوا درجتك وعملك، فيقول‏:‏ يا رب قد عملت لي ولهم فيؤمر بإلحاقهم به‏" وقرأ ابن عباس ‏ { ‏والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم‏ }‏ الآية‏.‏
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ‏ { ‏والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم‏ } ‏ الآية، قال‏:‏ هم ذرية المؤمن يموتون على الإِسلام، فإن كانت منازل آبائهم أرفع من منازلهم لحقوا بآبائهم ولم ينقصوا من أعمالهم التي عملوا شيئا‏ً.
وأخرج عبدالله بن أحمد في زوائد المسند عن علي قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏
"‏إن المؤمنين وأولادهم في الجنة، وإن المشركين وأولادهم في النار، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏{ ‏والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم‏ }‏ ‏" الآية‏.
وأخرج هناد وابن المنذر عن إبراهيم في الآية قال‏:‏ أعطي الآباء مثل ما أعطي الأبناء وأعطي الأبناء مثل ما أعطي الآباء‏.‏
وأخرج ابن المنذر عن أبي مجلز في الآية قال‏:‏ يجمع الله له ذريته كما يحب أن يجمعوا له في الدنيا‏.‏
وأخرج ابن جرير وابن المنذر والحاكم عن ابن عباس في قوله ‏ { ‏وما ألتناهم‏ } ‏ قال‏:‏ ما نقصناهم‏.‏
وأخرج الفريابي عن ابن عباس في قوله ‏ { ‏وما ألتناهم‏ } ‏ قال‏:‏ لم ننقصهم من عملهم شيئا‏ً.‏
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن قتادة في قوله ‏ { ‏وما ألتناهم‏ } ‏ يقول‏:‏ وما ظلمناهم‏.‏