التفاسير

< >
عرض

كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ
١٨
إِنَّآ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ
١٩
تَنزِعُ ٱلنَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ
٢٠
فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ
٢١
وَلَقَدْ يَسَّرْنَا ٱلْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ
٢٢
-القمر

الدر المنثور في التفسير بالمأثور

أخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله ‏ { ‏إنا أرسلنا عليهم ريحاً صرصرا‏ً } ‏ قال‏:‏ باردة ‏ { ‏في يوم نحس‏ } ‏ قال‏:‏ أيام شداد‏.‏
وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله ‏ { ‏صرصراً‏ }‏ قال‏:‏ شديدة‏.‏
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله ‏ { ‏ريحاً صرصرا‏ً }‏ قال الباردة ‏ { ‏في يوم نحس‏ }‏ قال‏:‏ في يوم مشؤوم على القوم مستمر استمر عليهم شره‏.‏
وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له‏:‏ أخبرني عن قوله عز وجل ‏{ ‏في يوم نحس‏ } ‏ قال‏:‏ النحس البلاء والشدة‏.‏ قال‏:‏ وهل تعرف العرب ذلك‏؟‏ قال‏:‏ نعم أما سمعت زهير بن أبي سلمى وهو يقول‏:

سواء عليه أي يوم أتيته أساعة نحس تتقي أم بأسعد

وأخرج ابن أبي حاتم عن زر بن حبيش ‏ { ‏في يوم نحس مستمر‏ } ‏ قال‏:‏ يوم الأربعاء‏.
وأخرج ابن المنذر وابن مردويه عن جابر بن عبد الله قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏
"‏قال لي جبريل‏:‏ اقض باليمين مع الشاهد وقال‏:‏ يوم الأربعاء ‏{ ‏يوم نحس مستمر‏ }"
‏"‏‏.‏ وأخرج ابن مردويه عن عليّ قال‏:‏ نزل جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم باليمين مع الشاهد والحجامة ويوم الأربعاء يوم نحس مستمر‏.
وأخرج ابن مردويه عن عائشة قالت‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:
"‏ يوم نحس يوم الأربعاء‏"
‏‏.‏ وأخرج ابن مردويه عن أنس قال‏:‏ "سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الأيام وسئل عن يوم الأربعاء قال‏: يوم نحس، قالوا‏:‏ وكيف ذاك يا رسول الله‏؟‏ قال‏: أغرق فيه الله فرعون وقومه وأهلك عاداً وثمود‏"
‏‏.‏ وأخرج وكيع في الغرر وابن مردويه والخطيب بسند ضعيف عن ابن عباس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏ "‏آخر أربعاء في الشهر يوم نحس مستمر‏"
‏‏.‏ وأخرج عبد بن حميد وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن قال‏:‏ لما أقبلت الريح قام إليها عاد فأخذ بعضهم بأيدي بعض وغمزوا أقدامهم في الأرض وقالوا‏:‏ من يزيل أقدامنا عن الأرض إن كان صادقاً، فأرسل الله عليهم الريح تنزع الناس ‏ { ‏كأنهم أعجاز نخل منقعر‏ }‏ ‏.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن أبي هريرة قال‏:‏ إن كان الرجل من عاد ليتخذ المصراعين من حجارة لو اجتمع عليه خمسمائة من هذه الأمة لم يستطيعوا أن يحملوه، فكان الرجل يغمز قدمه في الأرض فتدخل فيه‏.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله ‏{ ‏كأنهم أعجاز نخل‏ } ‏ قال‏:‏ أصول نخل ‏ { ‏منقعر‏ } ‏ قال‏:‏ منقطع‏.‏
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ‏ { ‏أعجاز نخل منقعر‏ } ‏ قال‏:‏ أعجاز سود النخل‏.‏
وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله ‏{ ‏كأنهم أعجاز نخل منقعر‏ } ‏ قال‏:‏ وقعت رؤوسهم كأمثال الأخشبة وتقوّرت أعناقهم فشبهها بأعجاز نخل منقعر‏.‏