التفاسير

< >
عرض

إِذَا وَقَعَتِ ٱلْوَاقِعَةُ
١
لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ
٢
خَافِضَةٌ رَّافِعَةٌ
٣
إِذَا رُجَّتِ ٱلأَرْضُ رَجّاً
٤
وَبُسَّتِ ٱلْجِبَالُ بَسّاً
٥
فَكَانَتْ هَبَآءً مُّنبَثّاً
٦
-الواقعة

الدر المنثور في التفسير بالمأثور

أخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال‏:‏ نزلت سورة الواقعة بمكة‏.
وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله‏.‏
وأخرج أبو عبيد في فضائله وابن الضريس والحرث بن أبي أسامة وأبو يعلى وابن مردويه والبيهقي في شعب الإِيمان عن ابن مسعود‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏
"‏من قرأ سورة الواقعة كل ليلة لم تصبه فاقة أبداً"
‏"‏‏.‏ وأخرج ابن عساكر عن ابن عباس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ "من قرأ سورة الواقعة كل ليلة لم تصبه فاقة أبداً"
‏"‏‏.‏ وأخرج ابن مردويه عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ " سورة الواقعة سورة الغنى فاقرأوها وعلموها أولادكم‏"
‏‏.‏ وأخرج الديلمي عن أنس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ "علموا نساءكم سورة الواقعة فإنها سورة الغنى‏"
‏‏.‏ وأخرج أبو عبيد عن سليمان التيمي قال‏:‏ قالت عائشة للنساء‏:‏ لا تعجز إحداكن أن تقرأ سورة الواقعة‏.‏
وأخرج عبد الرزاق وأحمد وابن خزيمة وابن حبان والحاكم والطبراني في الأوسط عن جابر بن سمرة قال‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ يقرأ في الفجر الواقعة ونحوها من السور‏.‏
وأخرج ابن عساكر عن ابن عباس قال‏:‏
‏"‏ "ألظ رسول الله صلى الله عليه وسلم الواقعة والحاقة وعم يتساءلون والنازعات وإذا الشمس كورت وإذا السماء انفطرت فاستطار فيه الفقر فقال له أبو بكر‏:‏ قد أسرع فيك الفقر، قال‏:‏ شيبتني هود وصواحباتها هذه‏"
‏‏.‏ وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله‏:‏ ‏ {‏إذا وقعت الواقعة‏}‏ قال‏:‏ يوم القيامة ‏ {‏ليس لوقعتها كاذبة‏} ‏ قال‏:‏ ليس لها مرد يرد ‏ {‏خافضة رافعة‏}‏ قال‏:‏ تخفض ناساً وترفع آخرين‏.‏
وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس في قوله‏:‏ ‏ {‏خافضة رافعة‏} ‏ قال‏:‏ أسمعت القريب والبعيد‏.‏
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن عثمان بن سراقة عن خاله عمر بن الخطاب في قوله‏:‏ ‏ {‏خافضة رافعة‏} ‏ قال‏:‏ الساعة خفضت أعداء الله إلى النار، ورفعت أولياء الله إلى الجنة‏.‏
وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة عن محمد بن كعب في قوله‏:‏ ‏ {‏خافضة رافعة‏} ‏ قال‏:‏ تخفض رجالاً كانوا في الدنيا مرتفعين، وترفع رجالاً كانوا في الدنيا منخفضين‏.
وأخرج أبو الشيخ عن السدي في قوله‏:‏ ‏ {‏خافضة رافعة‏}‏ قال‏:‏ خفضت المتكبرين، ورفعت المتواضعين‏.‏
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله‏:‏ ‏ {‏إذا وقعت الواقعة‏}‏ قال‏:‏ نزلت ‏{‏ليس لوقعتها كاذبة‏} ‏ قال‏:‏ مثنوية ‏{‏خافضة رافعة‏} ‏ قال‏:‏ خفضت قوماً في عذاب الله ورفعت قوماً في كرامة الله ‏ {‏إذا رجت الأرض رجّا‏ً} ‏ قال‏:‏ زلزلت زلزلة ‏{‏وبست الجبال بسّا‏ً} ‏ قال‏:‏ حتت حتّاً ‏ {‏فكانت هباء منبثا‏ً}‏ كيابس الشجر تذروه الرياح يميناً وشمالا‏ً.
وأخرج ابن أبي شيبة عن زيد بن أسلم في قوله‏:‏ {‏خافضة رافعة‏}‏ قال‏:‏ من انخفض يومئذ لم يرتفع ابداً، ومن ارتفع يومئذ لم ينخفض ابداً‏.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله‏:‏ ‏ {‏إذا رجت الأرض رجّا‏ً} ‏ قال‏:‏ زلزلت ‏ {‏وبست الجبال بسّا‏ً}‏ قال‏:‏ فتت ‏ {‏فكانت هباء منبثا‏ً} ‏ قال‏:‏ كشعاع الشمس.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله‏:‏ ‏ {‏إذا رجت الأرض رجّا‏ً}‏ يقول‏:‏ ترجف الأرض تزلزل ‏{‏وبست الجبال بسّاً‏} ‏ يقول‏:‏ فتت فتا‏ً.‏
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله‏:‏ ‏ {‏إذا رجت الأرض رجّاً‏} ‏ قال‏:‏ زلزلت ‏{‏وبست الجبال بسّا‏ً} ‏ قال‏:‏ فتتت‏.‏
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله‏:‏ ‏{‏فكانت هباء منبثاً‏} ‏ قال‏:‏ الهباء الذي يطير من النار إذا اضطرمت يطير منها الشرر فإذا وقع لم يكن شيئا‏ً.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله‏:‏ ‏ {‏فكانت هباء منبثا‏ً}‏ قال‏:‏ الهباء يثور مع شعاع الشمس، وانبثاثه تفرقه‏.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن علي بن أبي طالب قال‏:‏ الهباء المنبث رهج الذوات، والهباء المنثور غبار الشمس الذي تراه في شعاع الكوّة‏.
وأخرج عبد بن حميد عن أبي مالك في قوله‏:‏ ‏{‏هباء منبثا‏ً} ‏ قال‏:‏ الغبار الذي يخرج من الكوة مع شعاع الشمس‏.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله‏:‏ ‏{‏هباء منبثا‏ً} ‏ قال‏:‏ الشعاع الذي يكون في الكوّة‏.‏
وأخرج عبد بن حميد عن الحسن في قوله‏:‏ ‏{‏هباء منبثا‏ً} ‏ قال‏:‏ هو الذي تراه في الشمس إذا دخلت من الكوة إلى البيت‏.