الدر المنثور في التفسير بالمأثور
أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: الحسرة الندامة.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه والخطيب بسند صحيح عن أبي سعيد الخدري قال "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله {يا حسرتنا} قال: الحسرة أن يرى أهل النار منازلهم من الجنة في الجنة، فتلك الحسرة " .
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي في قوله {يا حسرتنا} قال: ندامتنا {على ما فرَّطنا فيها} قال: ضيعنا من عمر الجنة {وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم} قال: ليس من رجل ظالم يموت فيدخل قبره إلا جاءه رجل قبيح الوجه، أسود اللون، منتن الريح، عليه ثياب دنسة، حتى يدخل معه قبره، فإذا رآه قال له: ما أقبح وجهك! قال: كذلك كان عملك قبيحاً. قال: ما أنتن ريحك! قال: كذلك كان عملك منتناً. قال: ما أدنس ثيابك! فيقول: إن عملك كان دنساً. قال: من أنت؟ قال: أنا عملك. قال: فيكون معه في قبره، فإذا بعث يوم القيامة قال له: إني كنت أحملك الدنيا باللذات والشهوات فأنت اليوم تحملني، فيركب على ظهره فيسوقه حتى يدخله النار، فذلك قوله {يحملون أوزارهم على ظهورهم}.
وأخرج أبن جرير وابن أبي حاتم عن عمرو بن قيس الملائي قال: إن المؤمن إذا خرج من قبره استقبله عمله في أحسن صورة وأطيب ريحاً، فيقول له: هل تعرفني؟ فيقول: لا، إلا أن الله قد طيب ريحك وحسن صورتك. فيقول: كذلك كنت في الدنيا. أنا عملك الصالح طالما ركبتك في الدنيا فاركبني أنت اليوم، وتلا { يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا } [مريم: 85]. وإن الكافر يستقبله أقبح شيء صورة وأنتنه ريحاً، فيقول: هل تعرفني؟ فيقول: لا. ألا أن الله قد قبح صورتك ونتن ريحك. فيقول: كذلك كنت في الدنيا، أنا عملك السيء طالما ركبتني في الدنيا فأنا اليوم أركبك، وتلا {وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم ألا ساء ما يزرون}.
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق عمرو بن قيس عن أبي مرزوق. مثله.
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {ألا ساء ما يزرون} قال: ما يعملون.