التفاسير

< >
عرض

وَكَأِيِّن مِّن قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَاباً شَدِيداً وَعَذَّبْنَاهَا عَذَاباً نُّكْراً
٨
فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْراً
٩
أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُمْ عَذَاباً شَدِيداً فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ يٰأُوْلِي ٱلأَلْبَابِ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ قَدْ أَنزَلَ ٱللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً
١٠
رَّسُولاً يَتْلُواْ عَلَيْكُمْ آيَاتِ ٱللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِّيُخْرِجَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ مِنَ ٱلظُّلُمَاتِ إِلَى ٱلنُّورِ وَمَن يُؤْمِن بِٱللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحاً يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً قَدْ أَحْسَنَ ٱللَّهُ لَهُ رِزْقاً
١١
ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَٰوَٰتٍ وَمِنَ ٱلأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ ٱلأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِّتَعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ ٱللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً
١٢
-الطلاق

الدر المنثور في التفسير بالمأثور

أخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله‏:‏ ‏ { ‏فحاسبناها حساباً شديداً‏ } ‏ يقول‏:‏ لم ترحم ‏ { ‏وعذبناها عذاباً نكراً‏ } ‏ يقول‏:‏ عظيماً منكرا‏ً.‏
وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ ‏ { ‏عذاباً نكراً‏ } ‏ مثقلة‏.‏
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد ‏ { ‏فذاقت وبال أمرها‏ }‏ قال‏:‏ جزاء أمرها‏.‏
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة ‏ { ‏فذاقت وبال أمرها‏ }‏ قال‏:‏ عقوبة أمرها‏.‏
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس ‏{ قد أنزل الله إليكم ذكراً رسولا‏ً }‏ قال‏:‏ محمد صلى الله عليه وسلم‏.‏
وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ ‏ { ‏آيات مبينات‏ }‏ بنصب الياء، والله تعالى أعلم‏.‏
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر من طريق أبي رزين قال‏:‏ سألت ابن عباس هل تحت الأرض خلق‏؟‏ قال‏:‏ نعم ألم تر إلى قوله‏:‏ ‏{ ‏خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن‏ }‏‏؟‏‏.‏
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه قال له رجل ‏ { ‏الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن‏ } ‏ إلى آخر السورة فقال ابن عباس‏:‏ للرجل ما يؤمنك إن أخبرك بها فتكفر‏.‏
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله‏:‏ ‏{ ‏خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن‏ } ‏ قال‏:‏ وفي كل سماء وفي كل أرض خلق من خلقه، وأمر من أمره، وقضاء من قضائه‏.‏
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله‏:‏ ‏ { ‏يتنزل الأمر بينهن‏ } قال‏:‏ من السماء السابعة إلى الأرض السابعة‏.‏
وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير في قوله‏:‏ ‏ { ‏يتنزل الأمر بينهن‏ }‏ قال‏:‏ السماء مكفوفة والأرض مكفوفة‏.‏
وأخرج عبد بن حميد عن الحسن في الآية قال‏:‏ بين كل سماء وأرض، خلق وأمر‏.‏
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله‏:‏ ‏{ ‏خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن‏ } ‏ قال‏:‏ بلغني أن عرض كل أرض مسيرة خمسمائة سنة، وأن بين أرضين مسيرة خمسمائة سنة، وأخبرت أن الريح بين الأرض الثانية والثالثة والأرض السابعة فوق الثرى، واسمها تخوم، وأن أرواح الكفار فيها ولها فيها اليوم حنين، فإذا كان يوم القيامة ألقتهم إلى برهوت، فاجتمع أنفس المسلمين بالجابية، والثرى فوق الصخرة التي قال الله في صخرة، والصخرة خضراء مكللة، والصخرة على الثور، والثور له قرنان وله ثلاث قوائم يبتلع ماء الأرض كلها يوم القيامة، والثور على الحوت، وذنب الحوت عند رأسه مستدير تحت الأرض السفلى وطرفاه منعقدان تحت العرش، ويقال‏:‏ الأرض السفلى على عمد من قرني الثور، ويقال‏:‏ بل على ظهره واسمه بهموت يأثرون أنهما نزل أهل الجنة فيشبعون من زائد كبد الحوت ورأس الثور، وأخبرت أن عبد الله بن سلام سأل النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ علام الحوت‏؟‏ قال‏:‏ على ماء أسود وما أخذ منه الحوت إلا كما أخذ حوت من حيتانكم من بحر من هذه البحار، وحدثت أن إبليس تغلغل إلى الحوت فعظم له نفسه وقال‏:‏ ليس خلق بأعظم منك غنى ولا أقوى، فوجد الحوت في نفسه، فتحرك فمنه تكون الزلزلة إذا تحرك، فبعث الله حوتاً صغيراً فأسكنه في أذنه، فإذا ذهب يتحرك تحرك الذي في أذنه فسكن‏.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن الضريس من طريق مجاهد عن ابن عباس في قوله‏:‏ ‏ { ‏ومن الأرض مثلهن‏ } ‏ قال‏:‏ لو حدثتكم بتفسيرها لكفرتم، وكفركم بتكذيبكم بها‏.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في الشعب وفي الأسماء والصفات عن أبي الضحى عن ابن عباس في قوله‏:‏ ‏ { ‏ومن الأرض مثلهن‏ } ‏ قال‏:‏ سبع أرضين في كل أرض نبي كنبيكم، وآدم كآدم، ونوح كنوح، وإبراهيم كإبراهيم، وعيسى كعيسى، قال البيهقي‏:‏ إسناده صحيح، ولكنه شاذ لا أعلم لأبي الضحى عليه متابعاً‏.‏
وأخرج ابن أبي حاتم والحاكم وصححه وتعقبه الذهبي فقال‏:‏ منكرعن ابن عمر، وقال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏
‏"‏ "إن الأرضين بين كل أرض والتي تليها مسيرة خمسمائة عام، والعليا منها على ظهر حوت قد التقى طرفاه في السماء، والحوت على صخرة، والصخرة بيد الملك، والثانية مسجن الريح، فلما أراد الله أن يهلك عاداً أمر خازن الريح أن يرسل عليهم ريحاً يهلك عاداً، فقال‏:‏ يا رب أرسل عليهم من الريح بقدر منخر الثور، فقال له الجبار‏:‏ إذن تكفأ الأرض ومن عليها، ولكن أرسل عليهم بقدر خاتم، فهي التي قال الله في كتابه‏:‏ ‏{ ‏ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم‏ } [الذاريات: 42‏]‏ والثالثة فيها حجارة جهنم، والرابعة فيها كبريت جهنم، قالوا‏:‏ يا رسول الله أللنار كبريت‏؟‏ قال‏:‏ نعم، والذي نفسي بيده إن فيها لأودية من كبريت لو أرسل فيها الجبال الرواسي لماعت، والخامسة فيها حيات جهنم إن أفواهها كالأودية تلسع الكافر اللسعة فلا تبقي منه لحماً على وضم، والسادسة فيها عقارب جهنم إن أدنى عقربة منها كالبغال الموكفة تضرب الكافر ضربة ينسيه ضربها حر جهنم، والسابعة فيها سقر وفيها إبليس مصفد بالحديد يدٌ أمامه ويدٌ خلفه، فإذا أراد الله أن يطلقه لما شاء أطلقه" .
وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن أبي الدرداء قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ "كثف الأرض مسيرة خمسمائة عام، وكثف الثانية مثل ذلك، وما بين كل أرضين مثل ذلك‏"
‏‏.‏ وأخرج عثمان بن سعيد الدارمي في الرد على الجهميه عن ابن عباس قال‏:‏ سيد السموات السماء التي فيها العرش، وسيد الأرضين التي نحن عليها‏.‏
وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن كعب قال‏:‏ الأرضون السبع على صخرة، والصخرة في كف ملك، والملك على جناح الحوت، والحوت في الماء، والماء على الريح، والريح على الهواء، ريح عقيم لا تلقح، وإن قرونها معلقة بالعرش‏.‏
وأخرج أبو الشيخ عن أبي مالك قال‏:‏ الصخرة التي تحت الأرض منتهى الخلق على أرجائها أربعة أملاك ورؤوسهم تحت العرش‏.‏
وأخرج أبو الشيخ عن أبي مالك قال‏:‏ إن الأرضين على حوت، والسلسلة في أذن الحوت‏.‏