التفاسير

< >
عرض

وَٱذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ ٱلْجَهْرِ مِنَ ٱلْقَوْلِ بِٱلْغُدُوِّ وَٱلآصَالِ وَلاَ تَكُنْ مِّنَ ٱلْغَافِلِينَ
٢٠٥
-الأعراف

الدر المنثور في التفسير بالمأثور

أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في الآية قال‏:‏ أمره الله أن يذكره ونهاه عن الغفلة، أما بالغدوّ‏:‏ فصلاة الصبح، والآصال‏:‏ بالعشي‏.‏
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي صخر قال‏:‏ الآصال‏:‏ ما بين الظهر والعصر‏.‏
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن زيد في قوله
‏{ { ‏وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا‏ } }‏ ‏[‏الأعراف: 204‏]‏ قال‏:‏ هذا إذا أقام الإِمام الصلاة فاستمعوا له وأنصتوا ‏{ ‏واذكر ربك‏ } ‏ أيها المنصت ‏ { ‏في نفسك تضرعاً وخيفة ودون الجهر من القول‏ }‏ قال‏:‏ لا تجهر بذاك ‏ { ‏بالغدوّ والآصال‏ } ‏ بالبكر والعشي ‏ { ‏ولا تكن من الغافلين‏ }‏‏ .
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن عبيد بن عمير في قوله ‏ { ‏واذكر ربك في نفسك‏ } ‏ قال‏:‏ يقول الله
‏"‏ "إذا ذكرني عبدي في نفسه ذكرته في نفسي، وإذا ذكرني عبدي وحْده ذكرته وحدي، وإذا ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ أحسن منهم وأكرم‏"
‏‏. وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد ‏ { ‏بالغدوّ‏ } ‏ قال‏:‏ آخر الفجر صلاة الصبح ‏ { ‏والآصال‏ }‏ آخر العشي صلاة العصر، وكل ذلك لها وقت أول الفجر وآخره، وذلك مثل قوله في سورة آل عمران ‏{ ‏ { بالعشي والإِبكار‏ } }‏ ‏[‏آل عمران: 41‏]‏ ميل الشمس إلى أن تغيب، والإِبكار أول الفجر‏.
وأخرج عبد بن حميد عن معرف بن واصل قال‏:‏ سمعت أبا وائل يقول لغلامه عند مغيب الشمس‏:‏ آصلنا‏.
وأخرج البزار والطبراني عن ابن مسعود
" عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله ‏ { ‏ولا تكن من الغافلين‏ } ‏ قال‏:‏ ذاكر الله في الغافلين كالمقاتل عن الفارين"
‏. وأخرج ابن أبي حاتم عن بكير بن الأخنس قال‏:‏ ما أتى يوم الجمعة على أحد وهو لا يعلم أنه يوم الجمعة إلا كتب من الغافلين‏.
وأخرج الطبراني وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن ابن عمرو ‏
"‏أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏: الغفلة في ثلاث‏.‏ عن ذكر الله، ومن حين يصلي الصبح إلى طلوع الشمس، وأن يغفل الرجل عن نفسه في الدين حتى يركبه‏"
‏‏.