التفاسير

< >
عرض

فَقُلْتُ ٱسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً
١٠
يُرْسِلِ ٱلسَّمَآءَ عَلَيْكُمْ مِّدْرَاراً
١١
وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً
١٢
مَّا لَكُمْ لاَ تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً
١٣
وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً
١٤
أَلَمْ تَرَوْاْ كَيْفَ خَلَقَ ٱللَّهُ سَبْعَ سَمَٰوَٰتٍ طِبَاقاً
١٥
وَجَعَلَ ٱلْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ ٱلشَّمْسَ سِرَاجاً
١٦
-نوح

الدر المنثور في التفسير بالمأثور

أخرج ابن مردويه عن سلمان قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ "أكثروا من الاستغفار، فإن الله لم يعلمكم الاستغفار إلا وهو يريد أن يغفر لكم"
‏"‏‏.‏ وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله‏:‏ ‏ { ‏ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا‏ً } ‏ قال‏:‏ رأى نوح عليه السلام قوماً تجزعت أعناقهم حرصاً على الدنيا فقال‏:‏ هلموا إلى طاعة الله فإن فيها درك الدنيا والآخرة‏.
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد والبيهقي في شعب الإِيمان عن ابن عباس في قوله‏:‏ ‏{ ‏ما لكم لا ترجون لله وقارا‏ً }‏ قال‏:‏ لا تعلمون لله عظمة‏.‏
وأخرج ابن جرير والبيهقي عن ابن عباس في قوله‏:‏ ‏ { ‏ما لكم لا ترجون لله وقارا‏ً }‏ قال‏:‏ عظمة، وفي قوله‏:‏ ‏ { ‏وقد خلقكم أطوارا‏ً } ‏ قال‏:‏ نطفة ثم علقة ثم مضغة‏.‏
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله‏:‏ ‏ { ‏ما لكم لا ترجون لله وقارا‏ً } ‏ لا تعرفون لله حق عظمته‏.‏
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس في قوله‏:‏ ‏{ ‏ما لكم لا ترجون لله وقارا‏ً }‏ قال‏:‏ لا تخافون لله عظمة‏.‏
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله‏:‏ ‏ { ‏ما لكم لا ترجون لله وقارا‏ً } ‏ قال‏:‏ لا تخشون له عقاباً ولا ترجون له ثوابا‏ً.‏
وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله‏:‏ ‏{ ‏ما لكم لا ترجون لله وقارا‏ً } ‏ قال‏:‏ لا تخشون لله عظمة‏.‏ قال‏:‏ وهل تعرف العرب ذلك‏؟‏ قال‏:‏ نعم‏.‏ أما سمعت قول أبي ذؤيب‏:‏

إذا لسعته النحل لم يرج لسعها وخالفها في بيت نوب عوامل

وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن عليّ بن أبي طالب ‏"‏ "أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى ناساً يغتسلون عراة ليس عليهم أزر، فوقف فنادى بأعلى صوته ‏{ ‏ما لكم لا ترجون لله وقارا‏ً }"
‏‏. وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر والبيهقي عن الحسن في قوله‏:‏ ‏ { ‏ما لكم لا ترجون لله وقاراً‏ } ‏ قال‏:‏ لا تعرفون لله حقاً ولا تشكرون له نعمة‏.‏
وأخرج ابن المنذر عن مطر في قوله‏:‏ ‏ { ‏وقد خلقكم أطواراً‏ }‏ قال‏:‏ نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم عظاماً طوراً بعد طور وخلقاً بعد خلق‏.‏
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة مثله‏.‏
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد والبيهقي عن مجاهد في قوله‏:‏ ‏{ ‏ما لكم لا ترجون لله وقارا‏ً }‏ قال‏:‏ لا تبالون لله عظمة ‏ { ‏وقد خلقكم أطوارا‏ً } ‏ قال‏:‏ من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم ما ذكر حتى يتم خلقه‏.‏
وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن يحيى بن رافع في قوله‏:‏ { ‏خلقكم أطواراً‏ } قال‏:‏ نطفة ثم علقة ثم مضغة‏.
أخرج ابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة عن الحسن في قوله‏:‏ ‏{ ‏خلق سبع سماوات طباقا‏ً } ‏ قال‏:‏ بعضهن فوق بعض، بين‏‏ كل أرض وسماء خلق وأمر، وفي قوله‏:‏ ‏ { ‏وجعل القمر فيهن نوراً وجعل الشمس سراجا‏ً } ‏ قال‏:‏ وجوههما في السماء وظهورهما إليكم‏.‏
وأخرج ابن المنذر عن عكرمة في قوله‏:‏ ‏ { ‏وجعل القمر فيهن نورا‏ً } ‏ قال‏:‏ إنه يضيء نور القمر فيهن كلهن كما لو كان سبع زجاجات أسفل منها شهاب أضاءت كلهن فكذلك نور القمر في السموات كلهن لصفائهن‏.‏
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة عن عبد الله بن عمرو قال‏:‏ إن الشمس والقمر وجوههما قبل السماء وأقفيتهما قبل الأرض، وأنا أقرأ بذلك عليكم آية من كتاب الله ‏ { ‏وجعل القمر فيهن نوراً وجعل الشمس سراجا‏ً }‏ ‏.‏
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة عن عطاء في قوله‏:‏ ‏ { ‏وجعل القمر فيهن نورا‏ً }‏ قال‏:‏ يضيء لأهل السموات كما يضيء لأهل الأرض‏.‏
وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس في قوله‏:‏ ‏ { ‏وجعل القمر فيهن نورا‏ً } ‏ قال‏:‏ وجهه يضيء السموات، وظهره يضيء الأرض‏.‏
وأخرج عبد بن حميد عن شهر بن حوشب قال‏:‏ اجتمع عبد الله بن عمرو بن العاص وكعب الأحبار، وكان بينهما بعض العتب، فتعاتبا، فذهب ذلك، فقال عبد الله بن عمرو لكعب‏:‏ سلني عما شئت، ولا تسألني عن شيء إلا أخبرتك بتصديق قولي من القرآن، فقال له‏:‏ أرأيت ضوء الشمس والقمر أهو في السموات السبع كما هو في الأرض‏؟‏ قال‏:‏ نعم ألم تروا إلى قول الله‏:‏ ‏ { ‏خلق سبع سماوات طباقاً وجعل القمر فيهن نوراً‏ }‏ ‏.
وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ في العظمة والحاكم وصححه عن ابن عباس ‏ { ‏وجعل القمر فيهن نورا‏ً }‏ قال‏:‏ وجهه في السماء إلى العرش وقفاه إلى الأرض‏.‏
وأخرج عبد بن حميد من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس { ‏وجعل القمر فيهن نوراً‏ } ‏ قال‏:‏ خلق فيهن حين خلقهن ضياء كأهل الأرض وليس في السماء من ضوئه شيء‏.‏