التفاسير

< >
عرض

إِنَّآ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَىٰ قَوْمِهِ أَنْ أَنذِرْ قَوْمَكَ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
١
قَالَ يٰقَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ
٢
أَنِ ٱعبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ
٣
يَغْفِرْ لَكُمْ مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى إِنَّ أَجَلَ ٱللَّهِ إِذَا جَآءَ لاَ يُؤَخَّرُ لَوْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
٤
قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهَاراً
٥
فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَآئِيۤ إِلاَّ فِرَاراً
٦
وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوۤاْ أَصَابِعَهُمْ فِيۤ آذَانِهِمْ وَٱسْتَغْشَوْاْ ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّواْ وَٱسْتَكْبَرُواْ ٱسْتِكْبَاراً
٧
ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَاراً
٨
ثُمَّ إِنِّيۤ أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَاراً
٩
-نوح

الدر المنثور في التفسير بالمأثور

أخرج ابن مردويه عن عبد الله بن الزبير قال‏:‏ نزلت سورة ‏ { ‏إنا أرسلنا نوحا‏ً } ‏ بمكة‏.
وأخرج الحاكم عن ابن عباس رفع الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏
‏"‏ "إن الله يدعو نوحاً وقومه يوم القيامة أول الناس، فيقول‏:‏ ماذا أجبتم نوحاً فيقولون‏:‏ ما دعانا وما بلغنا وما نصحنا ولا أمرنا ولا نهانا، فيقول نوح‏:‏ دعوتهم يا رب دعاء فاشياً في الأولين والآخرين، أمة بعد أمة، حتى انتهى إلى خاتم النبيين أحمد فانتسخه وقرأه وآمن به وصدقه، فيقول للملائكة‏:‏ ادعوا أحمد وأمته، فيأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمته يسعى نورهم بين أيديهم، فيقول نوح لمحمد وأمته‏:‏ هل تعلمون أني بلغت قومي الرسالة، واجتهدت لهم بالنصيحة، وجهدت أن استنقذهم من النار سراً وجهراً فلم يزدهم دعائي إلا فراراً فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمته‏:‏ فإنا نشهد بما نشدتنا أنك في جميع ما قلت من الصادقين، فيقول نوح‏:‏ وأنى علمت هذا أنت وأمتك ونحن أول الأمم وأنتم آخر الأمم‏؟‏ فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ بسم الله الرحمن الرحيم ‏{ ‏إنا أرسلنا نوحاً إلى قومه‏ }‏ حتى ختم السورة، فإذا ختمها قالت أمته‏:‏ نشهد أن هذا لهو القصص الحق وما من إله إلا الله وإن الله لهو العزيز الحكيم، فيقول الله عند ذلك‏:‏ ‏{ ‏وامتازوا اليوم أيها المجرمون‏ } ‏[يس: 59‏]‏" .
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله‏:‏ ‏{ ‏أن اعبدوا الله واتقوه وأطيعون‏ }‏ قال‏:‏ بها أرسل الله المرسلين أن يعبد الله وحده، وأن تتقى محارمه، وأن يطاع أمره‏.
وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن ابن جريج في قوله‏:‏ ‏ { ‏يغفر لكم من ذنوبكم‏ }‏ قال‏:‏ الشرك ‏ { ‏ويؤخركم إلى أجل مسمى‏ } ‏ قال‏:‏ بغير عقوبة ‏{ ‏إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر‏ }‏ قال‏:‏ الموت‏.‏
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله‏:‏ ‏ { ‏فلم يزدهم دعائي إلا فرارا‏ً } ‏ قال‏:‏ بلغني أنه كان يذهب الرجل بابنه إلى نوح، فيقول لابنه‏:‏ احذر هذا لا يغرنك فإن أبي قد ذهب بي، وأنا مثلك فحذرني كما حذرتك‏.‏
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله‏:‏ ‏ { ‏جعلوا أصابعهم في آذانهم‏ } ‏ قال‏:‏ لئلا يسمعوا ما يقول ‏{ ‏واستغشوا ثيابهم‏ } ‏ قال‏:‏ لأن يتنكروا له فلا يعرفهم ‏{ ‏واستكبروا استكباراً‏ } ‏ قال‏:‏ تركوا التوبة‏.‏
وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن ابن عباس في قوله‏:‏ ‏ { ‏واستغشوا ثيابهم‏ } ‏ قال‏:‏ غطوا بها وجوههم لكي لا يروا نوحاً ولا يسمعوا كلامه‏.‏
وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير في قوله‏:‏ ‏ { ‏واستغشوا ثيابهم‏ } ‏ قال‏:‏ تسجوا بها‏.‏
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله‏:‏ ‏ { ‏ثم إني دعوتهم جهاراً‏ }‏ قال‏:‏ الكلام المعلن به، وفي قوله‏:‏ ‏ { ‏ثم إني أعلنت لهم‏ } ‏ قال‏:‏ صحت ‏ { ‏وأسررت لهم إسرارا‏ً } ‏ قال‏:‏ النجاء نجاء لرجل‏.