أخرج ابن مردويه عن عبد الله بن الزبير قال: نزلت سورة { إنا أرسلنا نوحاً } بمكة.
وأخرج الحاكم عن ابن عباس رفع الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " "إن الله يدعو نوحاً وقومه يوم القيامة أول الناس، فيقول: ماذا أجبتم نوحاً فيقولون: ما دعانا وما بلغنا وما نصحنا ولا أمرنا ولا نهانا، فيقول نوح: دعوتهم يا رب دعاء فاشياً في الأولين والآخرين، أمة بعد أمة، حتى انتهى إلى خاتم النبيين أحمد فانتسخه وقرأه وآمن به وصدقه، فيقول للملائكة: ادعوا أحمد وأمته، فيأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمته يسعى نورهم بين أيديهم، فيقول نوح لمحمد وأمته: هل تعلمون أني بلغت قومي الرسالة، واجتهدت لهم بالنصيحة، وجهدت أن استنقذهم من النار سراً وجهراً فلم يزدهم دعائي إلا فراراً فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمته: فإنا نشهد بما نشدتنا أنك في جميع ما قلت من الصادقين، فيقول نوح: وأنى علمت هذا أنت وأمتك ونحن أول الأمم وأنتم آخر الأمم؟ فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: بسم الله الرحمن الرحيم { إنا أرسلنا نوحاً إلى قومه } حتى ختم السورة، فإذا ختمها قالت أمته: نشهد أن هذا لهو القصص الحق وما من إله إلا الله وإن الله لهو العزيز الحكيم، فيقول الله عند ذلك: { وامتازوا اليوم أيها المجرمون } [يس: 59]" .
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله: { أن اعبدوا الله واتقوه وأطيعون } قال: بها أرسل الله المرسلين أن يعبد الله وحده، وأن تتقى محارمه، وأن يطاع أمره.
وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن ابن جريج في قوله: { يغفر لكم من ذنوبكم } قال: الشرك { ويؤخركم إلى أجل مسمى } قال: بغير عقوبة { إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر } قال: الموت.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله: { فلم يزدهم دعائي إلا فراراً } قال: بلغني أنه كان يذهب الرجل بابنه إلى نوح، فيقول لابنه: احذر هذا لا يغرنك فإن أبي قد ذهب بي، وأنا مثلك فحذرني كما حذرتك.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله: { جعلوا أصابعهم في آذانهم } قال: لئلا يسمعوا ما يقول { واستغشوا ثيابهم } قال: لأن يتنكروا له فلا يعرفهم { واستكبروا استكباراً } قال: تركوا التوبة.
وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن ابن عباس في قوله: { واستغشوا ثيابهم } قال: غطوا بها وجوههم لكي لا يروا نوحاً ولا يسمعوا كلامه.
وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير في قوله: { واستغشوا ثيابهم } قال: تسجوا بها.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله: { ثم إني دعوتهم جهاراً } قال: الكلام المعلن به، وفي قوله: { ثم إني أعلنت لهم } قال: صحت { وأسررت لهم إسراراً } قال: النجاء نجاء لرجل.