التفاسير

< >
عرض

كَلاَّ إِذَا بَلَغَتِ ٱلتَّرَاقِيَ
٢٦
وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ
٢٧
وَظَنَّ أَنَّهُ ٱلْفِرَاقُ
٢٨
وَٱلْتَفَّتِ ٱلسَّاقُ بِٱلسَّاقِ
٢٩
إِلَىٰ رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ ٱلْمَسَاقُ
٣٠
فَلاَ صَدَّقَ وَلاَ صَلَّىٰ
٣١
وَلَـٰكِن كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ
٣٢
ثُمَّ ذَهَبَ إِلَىٰ أَهْلِهِ يَتَمَطَّىٰ
٣٣
أَوْلَىٰ لَكَ فَأَوْلَىٰ
٣٤
ثُمَّ أَوْلَىٰ لَكَ فَأَوْلَىٰ
٣٥
أَيَحْسَبُ ٱلإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى
٣٦
أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَىٰ
٣٧
ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّىٰ
٣٨
فَجَعَلَ مِنْهُ ٱلزَّوْجَيْنِ ٱلذَّكَرَ وَٱلأُنثَىٰ
٣٩
أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَىٰ أَن يُحْيِـيَ ٱلْمَوْتَىٰ
٤٠
-القيامة

الدر المنثور في التفسير بالمأثور

أخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله‏:‏ { ‏إذا بلغت التراقي‏ } ‏ قال‏:‏ الحلقوم‏.‏
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه ‏{ ‏وقيل من راق‏ } قال‏:‏ من طبيب شاف‏.‏
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن أبي قلابة رضي الله عنه ‏{ ‏وقيل من راق‏ }‏ قال‏:‏ التمسوا الأطباء فلم يغنوا عنه من قضاء الله شيئاً ‏ { ‏وظن أنه الفراق‏ } ‏ قال‏:‏ استيقن أنه الفراق ‏{ ‏والتفت الساق بالساق‏ }‏ قال‏:‏ ماتت ساقاه فلم تحملاه، وكان عليهما جوّالاً‏.‏
وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر عن الضحاك رضي الله عنه ‏ { ‏وقيل من راق‏ } ‏ قال‏:‏ هو الطبيب‏.‏
وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس رضي الله عنهما ‏ { ‏وقيل من راق‏ }‏ قال‏:‏ من راق يرقي‏.‏
وأخرج ابن جرير عن عكرمة مثله‏.‏
وأخرج ابن أبي الدنيا في ذكر الموت وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله‏:‏ ‏ { ‏وقيل من راق‏ }‏ قيل‏:‏ تنتزع نفسه حتى إذا كانت في تراقيه قيل من يرقى بروحه‏؟‏ ملائكة الرحمة، أو ملائكة العذاب ‏{ ‏والتفت الساق بالساق‏ }‏ قال‏:‏ التفت عليه الدنيا والآخرة‏.‏
وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن أبي العالية في قوله‏:‏ ‏ { ‏وقيل من راق‏ } ‏ قال‏:‏ يختصم فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب أيهم يرقى به‏؟‏‏.
وأخرج ابن جرير عن أبي الجوزاء رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{ ‏وقيل من راق‏ } ‏ قال‏:‏ قالت الملائكة بعضهم لبعض من يصعد به أملائكة الرحمة أم ملائكة العذاب‏؟‏‏.‏
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان يقرأ‏:‏ ‏"‏وأيقن أنه الفراق‏"‏‏.‏
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما ‏ { ‏والتفت الساق بالساق‏ } ‏ يقول‏:‏ آخر يوم من أيام الدنيا وأول يوم من أيام الآخرة، فتلقى الشدة بالشدة إلا من رحم الله‏.‏
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد ‏ { ‏والتفت الساق بالساق‏ } ‏ قال‏:‏ التف أمر الدنيا بأمر الآخرة عند الموت‏.‏
وأخرج عبد بن حميد عن الحسن ‏ { ‏والتفت الساق بالساق‏ } ‏ قال‏:‏ لفت ساق الآخرة بساق الدنيا، وذكر قول الشاعر‏:‏

وقامت الحرب بنا على ساق

وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة والربيع وعطية والضحاك مثله‏.‏
وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه ‏{ ‏والتفت الساق بالساق‏ } ‏ قال‏:‏ بلاء ببلاء‏.‏
وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه‏ { والتفت الساق بالساق‏ }‏ قال‏:‏ اجتمع فيه الحياة والموت‏.‏
وأخرج عبد بن حميد عن أبي مالك رضي الله عنه ‏ { ‏والتفت الساق بالساق‏ }‏ قال‏:‏ تلف ساقاه عند الموت للنزع‏.‏
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر ‏ { ‏والتفت الساق بالساق‏ } ‏ قال‏:‏ التفت ساقاه عند الموت‏.‏
وأخرج ابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه ‏ { ‏والتفت الساق بالساق‏ } ‏ قال‏:‏ أما رأيت إذا حضر ضرب برجله رجله الأخرى‏.‏
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الضحاك رضي الله عنه ‏ { ‏والتفت الساق بالساق‏ } ‏ قال‏:‏ الناس مجهزون بدنه والملائكة مجهزون روحه‏.‏
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه أنه سئل عن قوله‏:‏ ‏ { ‏والتفت الساق بالساق‏ }‏ قال‏:‏ هما ساقاه إذا التفتا في الأكفان‏.‏
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏ { ‏إلى ربك يومئذ المساق‏ }‏ قال‏:‏ في الآخرة‏.‏
أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏ { ‏فلا صدق‏ }‏ قال‏:‏ بكتاب الله ‏ { ‏ولا صلى ولكن كذب‏ } ‏ بكتاب الله ‏{ ‏وتولى‏ }‏ عن طاعة الله ‏{ ‏ثم ذهب إلى أهل يتمطى‏ }‏ قال‏:‏ يتبختر، وهو أبو جهل بن هشام كانت مشيته‏.‏ ذكر لنا أن نبي الله أخذ بمجامع ثوبه فقال‏:‏ ‏{ ‏أولى لك فأولى، ثم أولى لك فأولى‏ }‏ وعيداً على وعيد، فقال‏:‏ ما تستطيع أنت ولا ربك لي شيئاً وإني لأعز من مشى بين جبليها، وذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول‏:‏
‏"‏ "إن لكل أمة فرعوناً وإن فرعون هذه الأمة أبو جهل‏"
‏‏.‏ وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{ ‏ثم ذهب إلى أهله يتمطى‏ } ‏ قال‏:‏ يتبختر، وهو أبو جهل‏.‏
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله‏:‏ ‏{ ‏يتمطى‏ } ‏ قال‏:‏ يختال‏.‏
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد والنسائي وابن جرير وابن المنذر والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه عن سعيد بن جبير قال‏:‏ سألت ابن عباس عن قول الله‏:‏ ‏ { ‏أولى لك فأولى‏ } ‏ أشيء قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي جهل من قبل نفسه، أم أمره الله به‏؟‏ قال‏:‏ بلى. قاله من قبل نفسه، ثم أنزله الله‏.‏
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله‏:‏ ‏ { ‏أن يترك سدى‏ }‏ قال‏:‏ هملا‏ً.‏
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله‏:‏ ‏ { ‏أن يترك سدى‏ } ‏ قال‏:‏ باطلاً لا يؤمر ولا ينهى‏.‏
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد
‏ ‏ "عن قتادة في قوله‏:‏ ‏ { ‏أن يترك سدى‏ }‏ قال‏:‏ أن يهمل، وفي قوله‏:‏ ‏ { ‏أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى‏ }‏ قال‏:‏ ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا قرأها‏: ‏سبحانه وبلى‏"
‏‏.‏ وأخرج عبد بن حميد وابن الأنباري في المصاحف عن صالح أبي الخليل قال‏:‏‏ ‏ " كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قرأ هذه الآية ‏ { ‏أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى‏ } ‏ قال‏:‏ رسول الله صلى الله عليه وسلم‏: ‏سبحان ربي وبلى‏"
‏‏.‏ وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ ‏ { ‏أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى‏ } ‏ قال‏:‏ ‏سبحانك اللهم وبلى‏"
‏‏.‏ وأخرج البخاري في تاريخه عن أبي أمامة قال‏:‏ "صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد حجته فكان يكثر من قراءة ‏ { ‏لا أقسم بيوم القيامة‏ }‏ فإذا قال ‏ { ‏أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى‏ } ‏ سمعته يقول‏:‏ ‏بلى وأنا على ذلك من الشاهدين‏"
‏‏.‏ وأخرج عبد بن حميد وأبو داود والبيهقي في سننه عن موسى بن أبي عائشة قال‏:‏ كان رجل يصلي فوق بيته فكان إذا قرأ ‏{ ‏أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى‏ } ‏ قال‏:‏ سبحانك فبلى، فسألوه عن ذلك فقال‏:‏ سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏
وأخرج أحمد وأبو داود والترمذي وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في سننه عن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:
‏ ‏ "‏من قرأ منكم ‏{ ‏والتين والزيتون‏ }‏ فانتهى إلى آخرها ‏{ ‏أليس الله بأحكم الحاكمين }‏ [التين: 8] فليقل‏:‏ بلى، وأنا على ذلك من الشاهدين‏.‏ ومن قرأ ‏{ ‏لا أقسم بيوم القيامة‏ }‏ فانتهى إلى ‏{ ‏أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى‏ }‏ فليقل‏:‏ بلى، ومن قرأ ‏{ والمرسلات‏ }‏ فبلغ ‏{ فبأي حديث بعده يؤمنون‏ } فليقل‏:‏ آمنا بالله"
‏"‏‏.‏ وأخرج ابن المنذر وابن مردويه عن جابر بن عبد الله قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ "إذا قرأت ‏{ ‏لا أقسم بيوم القيامة‏ }‏ فبلغت ‏{ ‏أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى‏ }‏ فقل‏:‏ بلى‏"
‏‏.‏ وأخرج ابن أبي حاتم وابن المنذر عن ابن عباس قال‏:‏ إذا قرأت ‏{ ‏سبح اسم ربك الأعلى‏ } فقل‏:‏ سبحان ربي الأعلى، وإذا قرأت ‏{ ‏أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى‏ }‏ فقل‏:‏ سبحانك وبلى‏.‏