أخرج الحاكم وصححه من طريق مجاهد عن ابن عباس في قوله: { والشمس وضحاها } قال: ضوءها { والقمر إذا تلاها } قال: تبعها { والنهار إذا جلاها } قال: أضاءها { والسماء وما بناها } قال: الله بنى السماء { وما طحاها } قال: دحاها { فألهمها فجورها وتقواها } قال: عرفها شقاءها وسعادتها { وقد خاب من دساها } قال: أغواها.
وأخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس { والقمر إذا تلاها } قال: يتلو النهار { والأرض وما طحاها } يقول: ما خلق الله فيها { فألهمها فجورها وتقواها } قال: علمها الطاعة والمعصية.
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس { والقمر إذا تلاها } قال: تبعها.
وأخرج ابن أبي حاتم عن يزيد بن ذي حمامة قال: إذا جاء الليل قال الرب غشي عبادي في خلقي العظيم ولليل مهابة والذي خلقه أحق أن يهاب.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس { والأرض وما طحاها } قال: قسمها { فألهمها فجورها وتقواها } قال: بين الخير والشر.
وأخرج الحاكم من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس { فألهمها } قال: علمها { فجورها وتقواها } .
وأخرج أحمد ومسلم وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن عمران بن حصين: " "أن رجلاً قال يا رسول الله: أرأيت ما يعمل الناس اليوم ويكدحون فيه شيء قد قضي عليهم ومضى عليهم في قدر قد سبق، أو فيهما يستقبلون ما أتاهم به نبيهم واتخذت عليهم به الحجة؟ قال: بل شيء قضي عليهم. قال: فلم يعملون إذا؟ قال: من كان الله خلقه لواحدة من المنزلتين هيأه لعملها، وتصديق ذلك في كتاب الله { ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها }"
.
وأخرج الطبراني وابن المنذر وابن مردويه عن ابن عباس قال: " "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تلا هذه الآية { ونفس وما سوّاها فألهمها فجورها وتقواها } وقف ثم قال: اللهم آت نفسي تقواها أنت وليها ومولاها وخير من زكاها"
".
وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي هريرة سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ { فألهمها فجورها وتقواها } قال: "اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها. قال وهو في الصلاة"
.
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد ومسلم والنسائي عن زيد بن أرقم قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "اللهم آت نفسي تقواها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها"
.
وأخرج الطبراني في الأوسط عن أنس: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بهم الهاجرة فرفع صوته فقرأ { والشمس وضحاها }، { والليل إذا يغشى } [الليل: 1] فقال له أبيّ بن كعب: يا رسول الله أمرت في هذه الصلاة بشيء قال: لا ولكني أردت أن أوقت لكم"
.
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد { والشمس وضحاها } قال: ضوؤها { والقمر إذا تلاها } قال: تبعها { والنهار إذا جلاها } قال: أضاء { والليل إذا يغشاها } قال: يغشاها الليل { والسماء وما بناها } قال: الله بني السماء والأرض { وما طحاها } قال: دحاها { فألهمها فجورها وتقواها } قال: عرفها شقاءها { قد أفلح من زكاها } قال: أصلها { وقد خاب من دساها } قال: أغواها { كذبت ثمود بطغواها } قال: بمعصيتها { ولا يخاف عقباها } قال: الله لا يخاف عقباها.
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد { والشمس وضحاها } قال: إشراقها { والقمر إذا تلاها } قال: يتلوها { والنهار إذا جلاها } قال: حين ينجلي { ونفس وما سواها } قال: سوى خلقها ولم ينقص منه شيئاً.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة { والشمس وضحاها } قال: هذا النهار { والقمر إذا تلاها } قال: يتلو صبيحة الهلال إذا سقطت رؤي عند سقوطها { والنهار إذا جلاها } قال: إذا غشيها النهار { والليل إذا يغشاها } قال إذا غشيها الليل { والسماء وما بناها } قال وما خلقها { والأرض وما طحاها } قال: بسطها { فألهمها فجورها وتقواها } قال: بين لها الفجور من التقوى { قد أفلح } قال: وقع القسم ههنا { من زكاها } قال: من عمل خيراً فزكاها بطاعة الله { وقد خاب من دساها } قال: من إثمها وفجرها { كذبت ثمود بطغواها } قال: بالطغيان { إذ انبعث أشقاها } قال: أحيمر ثمود. { فقال لهم رسول الله ناقة الله وسقياها } قال: يقول الله: خلوا بينها وبين قسم الله الذي قسم لهم من هذا الماء { فدمدم عليهم ربهم بذنبهم } قال: ذكر لنا أنه أبى أن يعقرها حتى تابعه صغيرهم وكبيرهم وذكرهم وأنثاهم، فلما اشترك القوم في عقرها { فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها ولا يخاف عقباها } يقول: لا يخاف تبعتها.
وأخرج عبد بن حميد عن أبي العالية { والقمر إذا تلاها } قال: إذا تبعها.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة { والقمر إذا تلاها } قال: إذا تبع الشمس.
وأخرج عبد بن حميد عن أبي صالح { والأرض وما طحاها } قال: بسطها.
وأخرج ابن المنذر عن الضحاك مثله.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس { ونفس وما سواها } قال: سوى خلقها.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير { فألهمها } قال: ألزمها { فجورها وتقواها } .
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن الضحاك { فألهمها فجورها وتقواها } قال: الطاعة والمعصية.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم { فألهمها فجورها وتقواها } قال: الفاجرة ألهمها الفجور، والتقية ألهمها التقوى.
وأخرج ابن مردويه في قوله: { فألهمها فجورها وتقواها } يقول: بين للعباد الرشد من الغيّ وألهم كل نفس ما خلقها له وكتب عليها.
وأخرج عبد بن حميد عن الكلبي { قد أفلح من زكاها } الآية، قال: أفلح من زكاه الله وخاب من دساه الله.
وأخرج عبد بن حميد عن الحسن في الآية: قد أفلح من زكى نفسه وأصلحها، وخاب من أهلكها وأضلها.
وأخرج عبد بن حميد عن الربيع في الآية، يقول: أفلح من زكى نفسه بالعمل الصالح، وخاب من دس نفسه بالعمل السيء.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة من { دساها } قال: من خسرها.
وأخرج حسين في الاستقامة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: { قد أفلح من زكاها } يقول: قد أفلح من زكى الله نفسه، { وقد خاب من دساها } يقول: قد خاب من دس الله نفسه فأضله { ولا يخاف عقباها } قال: لا يخاف من أحد تابعه.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس { وقد خاب من دساها } يعني: مكر بها.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والديلمي من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: { قد أفلح من زكاها } الآية، قال: " "أفلحت نفس زكاها الله وخابت نفس خيبها الله من كل خير"
".
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله: { كذبت ثمود بطغواها } قال: اسم العذاب الذي جاءها الطغوى، فقال: كذبت ثمود بعذابها.
وأخرج سعيد بن منصور وأحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن عبد الله بن زمعة قال: " خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر الناقة، وذكر الذي عقرها، فقال: { إذا انبعث أشقاها } قال: انبعث لها رجل عارم عزيز منيع في رهطه مثل أبي زمعة"
.
وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه والبغوي وأبو نعيم في الدلائل عن عمار بن ياسر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أحدثك بأشقى الناس؟ قال: بلى. قال: رجلان: أحيمر ثمود الذي عقر الناقة والذي يضربك على هذا، يعني ترقوته حتى تبتل منه هذه، يعني لحيته"
.
وأخرج الطبراني وابن مردويه وأبو نعيم مثله من حديث صهيب وجابر بن سمرة.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن { ولا يخاف عقباها } قال: ذاك ربنا لا يخاف منهم تبعة بما صنع بهم.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي { ولا يخاف عقباها } قال: لم يخف الذي عقرها عاقبة ما صنع.
وأخرج ابن جرير عن الضحاك { ولا يخاف عقباها } قال: لم يخف الذي عقرها عقباها.