التفاسير

< >
عرض

فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ
٧
وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ
٨
فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ
٩
وَمَآ أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ
١٠
نَارٌ حَامِيَةٌ
١١
-القارعة

إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم

{ فَهُوَ فِى عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ } أي ذاتُ رِضا أو مرضيةٍ { وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوٰزِينُهُ } بأن لم يكن له حسنة يعتد بها أو ترجحت سيئاته على حسناته { فَأُمُّهُ } أيْ فمأواهُ { هَاوِيَةٌ } هيَ من أسماءِ النارِ سميتْ بَه لغايةِ عُمْقِها وبعدِ مَهْواها.

رُوىَ أنَّ أهلَ النارِ تهوِي فيها سبعينَ خريفاً وقيلَ إنها اسمٌ للبابِ الأسفلِ مِنْهَا وعبرَ عنِ المأْوى باللامِ لأَنَّ أهلَها يأوونَ إليَها كما يأوِي الولدُ إلى أمِه وعنْ قتادةَ وعكرمةَ والكلبـيِّ أنَّ المعنى فأُمُّ رأسِه هاويةٌ في قعرِ جهنَم لأنَّه يطرحُ فيهَا منكوساً والأولُ هو الموافقُ لقولِه تعالَى: { وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ * نَارٌ حَامِيَةٌ } فإنه تقريرٌ لهَا بعدَ إبهامِها والإشعارِ بخروجِها عنِ الحدودِ المعهودةِ للتفخيمِ والتهويلِ وهيَ ضميرُ الهاويةِ والهاءُ للسكتِ وإذَا وصلَ القارىءُ حذفَها وقيلَ: حقُّه أنْ لا يُدرجَ لئلا يسقطَها الإدراجُ لأنها ثابتةٌ في المصحفِ وقد أجيز إثباتُها مع الوصلِ.

عنِ النبـيِّ صلى الله عليه وسلم: " "مَنْ قرأَ القارِعةَ ثَقَّلَ الله تعالَى بِه ميزانَهُ يومَ القيامةِ" .