التفاسير

< >
عرض

وَمَآ أَدْرَاكَ مَا ٱلْحُطَمَةُ
٥
نَارُ ٱللَّهِ ٱلْمُوقَدَةُ
٦
ٱلَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى ٱلأَفْئِدَةِ
٧
إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ
٨
فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَةِ
٩
-الهمزة

إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم

وَقولُه تعالَى: { وَمَا أَدْرَاكَ مَا ٱلْحُطَمَةُ } لتهويلِ أمرِهَا ببـيانِ أنَّها ليستْ منِ الأمورِ التي تنالهَا عقولُ الخلقِ، وقولُه تعالَى: { نَارُ ٱللَّهِ } خبرُ مبتدأٍ محذوفٍ والجملةُ بـيانٌ لشأنِ المسؤولِ عَنْها أيْ هيَ نارُ الله { ٱلْمُوقَدَةُ } بأمرِ الله عزَّ سلطانُهُ وفي إضافتها إليهِ سُبحانَهُ ووصفُهَا بالإيقادِ منْ تهويلِ أمرِهَا مَا لاَ مزيدَ عليهِ { ٱلَّتِى تَطَّلِعُ عَلَى ٱلأفْئِدَةِ } أيْ تعلُو أوساطَ القلوبِ وتغشاهَا وتخصيصُها بالذكرِ لما أنَّ الفؤادَ ألطفُ ما في الجسدِ وأشدُّة تألماً بأدْنى أَذى يمسُّهُ أوْ لأَنَّه محلُ العقائدِ الزائغةِ والنياتِ الخبـيثةِ ومنشأُ الأعمالِ السيئةِ.

{ إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ } أي مطبقة من أوصدت الباب وأصدته أي أطبقته. { فِى عَمَدٍ مُّمَدَّدَةِ } إِمَّا حالٌ منَ الضميرِ المجرورِ في عليهمْ أيْ كائنينَ في عمدٍ ممددةٍ أيْ موثقينَ فيهَا مثلُ المقاطرِ التي تُقطرُ فيهَا اللصوصُ أوْ خبرُ مبتدأ مضمرٍ أيْ هُمْ في عمدٍ أو صفةٌ لمؤصدةٍ قالَه أبُو البقاءِ أيْ كائنةٌ في عمدٍ ممدودةٍ بأنْ تؤصدَ عليهمْ الأبوابُ وتمددَ على الأبوابِ العمدُ استيثاقاً في استيثاقٍ اللهمَّ أجرنَا منها يا خيرَ مستجارٍ وَقُرِىءَ عُمُدٌ بضمتينِ.

عن النبـيِّ صلى الله عليه وسلم: " "مَنْ قرأَ سورةَ الهمزةِ أعطاهُ الله تعالَى عشرَ حسناتٍ بعددِ منِ استهزأَ بمحمدٍ وأصحابِهِ" .