التفاسير

< >
عرض

قَالَ فَأْتِ بِهِ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّادِقِينَ
٣١
فَأَلْقَىٰ عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ
٣٢
وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَآءُ لِلنَّاظِرِينَ
٣٣
قَالَ لِلْمَلإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَـٰذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ
٣٤
يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُمْ مِّنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ
٣٥
-الشعراء

إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم

{ قَالَ فَأْتِ بِهِ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّـٰدِقِينَ } أي فيما يدل عليه كلامُك من أنكَّ تأتي بشيءٍ مبـينٍ موضِّحٍ لصدقِ دَعْواك أو في دَعْوى الرِّسالة، وجوابُ الشَّرطِ المحذوفُ لدلالةِ ما قبله عليه.

{ فَأَلْقَىٰ عَصَاهُ فَإِذَا هِىَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ } أي ظاهرٌ ثعبانيتُه لا أنَّه شيءٌ يُشبهه واشتقاقُ الثُّعبان من ثعبثُ الماءَ فانثعبَ أي فجَّرتُه فانفجرَ وقد مرَّ بـيانُ كيفيةِ الحالِ في سوُرة الأعرافِ وسورة طه.

{ وَنَزَعَ يَدَهُ } من جيبِه { فَإِذَا هِىَ بَيْضَاء لِلنَّـٰظِرِينَ } قيل لَّما رأى فرعون الآيةَ الأُولى وقال هل لكَ غيرُها فأخرجَ يدَهُ فقال ما هذه قال فرعونُ: يدُك فما فيها؟ فأدخلها في إبطهِ ثمَّ نزَعَها ولها شعاعٌ يكادُ يغشي الأبصارَ ويسدُّ الأفقَ.

{ قَالَ لِلْمَلإِ حَوْلَهُ } أي مستقرِّين حولَه فهو ظرفٌ وقعَ موقعَ الحالِ { إِنَّ هَـٰذَا لَسَـٰحِرٌ عَلِيمٌ } فائقٌ في فنِّ السِّحرِ.

{ يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُم } قَسْراً { مّنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ } بهره سلطانُ المعجزة وحيرَّه حتَّى حطَّه عن ذروةِ ادَّعاءِ الرُّبوبـيةِ إلى حضيضِ الخُضوعِ لعبـيدِه في زعمه والامتثالِ بأمرِهم أو إلى مقامِ مؤامرتِهم ومشاورتِهم بعد ما كانَ مستقلاً في الرَّأيِ والتَّدبـيرِ وأظهر استشعارُ الخوفِ من استيلائه على مُلكه، ونسبةُ الإخراج والأرض إليهم لتنفيرهم عن موسى عليه السلام.