{ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَأُعَذّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً } تفسيرٌ للحكم الواقعِ بـين الفريقين وتفصيلٌ لكيفيته، والبدايةُ ببـيانِ حالِ الكفرة لما أن مساقَ الكلامِ لتهديدهم وزجرِهم عما هم عليه من الكفر والعِناد، وقولُه تعالى: { فِى ٱلدُّنُيَا وَٱلأَخِرَةِ } متعلقٌ بأعذبهم لا بمعنى إيقاعِ كلِّ واحدٍ من التعذيب في الدنيا والتعذيبِ في الآخرة وإحداثِهما يومَ القيامة بل بمعنى إتمامِ مجموعِهما يومئذ، وقيل: إن المرجِعَ أعمُّ من الدنيوي والأخروي، وقولُه تعالى: { إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَـٰمَةِ } غايةٌ للفوقية لا للجعلِ، والرجوعُ متراخٍ عن الجعل وهو غيرُ محدودٍ لا عن الفوقية المحدودةِ على نهج قولِك: سأُعيرك سكني هذا البـيتَ شهراً ثم أخلَع عليك خلْعةً فيلزَمُ تأخرُ الخُلع عن الإعارة لا عن الشهر { وَمَا لَهُم مّن نَّـٰصِرِينَ } يُخلِّصونهم من عذاب الله تعالى في الدارين وصيغةُ الجمعِ لمقابلة ضميرِ الجمعِ أي ليس لواحد منهم ناصرٌ واحدٌ.