التفاسير

< >
عرض

قَالُواْ مَآ أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَآ أَنَزلَ ٱلرَّحْمَـٰنُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ تَكْذِبُونَ
١٥
قَالُواْ رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّآ إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ
١٦
وَمَا عَلَيْنَآ إِلاَّ ٱلْبَلاَغُ ٱلْمُبِينُ
١٧
-يس

إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم

{ قَالُواْ } أي أهلُ أنطاكيَّةَ الذينَ لَم يُؤمنوا مُخاطبـينَ للثَّلاثةِ { مَا أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مّثْلُنَا } مِنْ غَيْرِ مزيةٍ لكُم عَلينا مُوجبةٍ لاختصاصكم بما تدعونَه. ورفعُ بشرٌ لانتقاضِ النَّفيِ المُقتضي لإعمالِ ما بإلاَّ. { وَمَا أَنَزلَ ٱلرَّحْمَـٰنُ مِن شَيْء } ممَّا تدعُونه من الوحي والرِّسالةِ { إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ تَكْذِبُونَ } في دَعْوى رسالتِه { قَالُواْ رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ } اشتشهَدوا بعلمِ الله تعالى وهو يَجْري مجرى القسمِ مع ما فيه من تحذيرِهم معارضةَ علم الله تعالى وزادُوا الَّلامَ المؤكِّدةَ لِما شاهدُوا منُهم من شدَّةِ الإنكارِ { وَمَا عَلَيْنَا } أي من جهةِ ربِّنا { إِلاَّ ٱلْبَلَـٰغُ ٱلْمُبِينُ } أي إلاَّ تبليغُ رسالتِه تبليغاً ظَاهِراً بـيِّناً بالآياتِ الشَّاهدةِ بالصِّحَّةِ وقد خرجنا عن عُهدته فلا مؤاخذةَ لنا بعد ذلك من جهة ربِّنا أو ما علينا شيءٌ نُطالب به من جهتِكم إلا تبليغُ الرِّسالةِ على الوجهِ المذكورِ وقد فعلناه فأيُّ شيءٍ تطلبون منَّا حتَّى تُصدِّقوُنا بذلك.