التفاسير

< >
عرض

إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَّيِّتُونَ
٣٠
ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ
٣١
-الزمر

إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم

وقولُه تعالى: { إِنَّكَ مَيّتٌ وَإِنَّهُمْ مَّيّتُونَ } تمهيدٌ لما يعقبُه من الاختصامِ يوم القيامةِ. وقُرىء مائتٌ ومائتونَ. وقيل: كانُوا يتربَّصون برسولِ الله صلى الله عليه وسلم موتَه أي إنَّكم جميعاً بصددِ الموتِ. { ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ عِندَ رَبّكُمْ } أي مالكِ أمورِكم { تَخْتَصِمُونَ } فتحتجُّ أنتَ عليهم بأنَّك بلَّغتهم ما أُرسلتَ به من الأحكام والمواعظ التي من جُملتها ما في تضاعيف هذه الآياتِ واجتهدتَ في الدَّعوةِ إلى الحقَّ حقَّ الاجتهادِ وهم قد لجُّوا في المُكابرة والعناد. وقيل: المرادُ به الاختصامُ العامُّ الجاري في الدُّنيا بـين الأنامِ. والأوَّلُ هو الأظهرُ الأنسبُ بقوله تعالى.