التفاسير

< >
عرض

قَدْ قَالَهَا ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَمَآ أَغْنَىٰ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ
٥٠
فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُواْ وَٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْ هَـٰؤُلاَءِ سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُواْ وَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ
٥١
أَوَلَمْ يَعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ يَبْسُطُ ٱلرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ
٥٢
-الزمر

إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم

{ قَدْ قَالَهَا ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } الهاء لقوله إنَّما أُوتيته على علمٍ لأنَّها كلمةٌ أو جملةٌ وقُرىء بالتَّذكيرِ. والموصول عبارةٌ عن قارونَ وقومِه حيثُ قال إنَّما أُوتيته على علمٍ عندي وهم راضُون به. { فَمَآ أَغْنَىٰ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } من متاعِ الدُّنيا ويجمعون منه. { فَأَصَـٰبَهُمْ سَيّئَاتُ مَا كَسَبُواْ } جزاءُ سيِّئاتِ أعمالِهم أو أجزيةُ ما كسبُوا. وتسميتها سيِّئاتٍ لأنَّها في مقابلة سيِّئاتِهم وجزاءُ سيِّئةٍ سيِّئةٌ مثلُها { وَٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْ هَـؤُلاَء } المشركين ومِن للبـيان أو للتَّبعيضِ أي أفرطوا في الظُّلم والعُتوِّ. { سَيُصِيبُهُمْ سَيّئَاتُ مَا كَسَبُواْ } من الكُفر والمَعاصي كما أصاب أولئك. والسِّينُ للتَّأكيدِ. وقد أصابهم أيَّ إصابةٍ حيثُ قحطوا سبعَ سنين وقُتل صناديدُهم يومَ بدرٍ { وَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ } أي فائتين.

{ أَوَ لَمْ يَعْلَمُواْ } أي أقالُوا ذلك ولم يعلمُوا أو أَغفلُوا ولم يعلمُوا { أَنَّ ٱللَّهَ يَبْسُطُ ٱلرّزْقَ لِمَن يَشَاء } أنْ يبسطَه له { وَيَقْدِرُ } لمن يشاء أن يقدرَه له من غيرِ أن يكون لأحدٍ مدخلٌ ما في ذلك حيثُ حبسَ عنهم الرِّزقَ سبعاً ثم بسطَه لهم سبعاً { إِنَّ فِى ذَلِكَ } الذي ذُكر { لآيَاتٍ } دالَّةً على أنَّ الحوادثَ كافَّةً من الله عزَّ وجلَّ. { لّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } إذ هم المستدلُّون بها على مدلولاتِها.