التفاسير

< >
عرض

وَلاَ يَصُدَّنَّكُمُ ٱلشَّيْطَانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ
٦٢
وَلَمَّا جَآءَ عِيسَىٰ بِٱلْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُم بِٱلْحِكْمَةِ وَلأُبَيِّنَ لَكُم بَعْضَ ٱلَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ
٦٣
إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَٱعْبُدُوهُ هَـٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ
٦٤
فَٱخْتَلَفَ ٱلأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْ عَذَابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ
٦٥
هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ ٱلسَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ
٦٦
-الزخرف

إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم

{ وَلاَ يَصُدَّنَّكُمُ ٱلشَّيْطَـٰنُ } عن اتِّباعِي { إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ } بـيِّنُ العداوةِ حيثُ أخرجَ أباكُم من الجنةِ وعرَّضكُم للبليةِ.

{ وَلَمَّا جَاء عِيسَىٰ بِٱلْبَيّنَـٰتِ } أي بالمعجزاتِ أو بآياتِ الإنجيلِ أو بالشرائعِ الواضحاتِ { قَالَ } لبني إسرائيلَ { قَدْ جِئْتُكُم بِٱلْحِكْمَةِ } لأعلِّمَكُم إيَّاها { وَلأُبَيِّنَ لَكُم بَعْضَ ٱلَّذِى تَخْتَلِفُونَ فِيهِ } وهُو ما يتعلقُ بأمورِ الدِّينِ، وأما ما يتعلقُ بأمورِ الدُّنيا فليسَ بـيانُه من وظائفِ الأنبـياءِ عليهم السَّلامُ كما قالَ عليهِ السَّلامُ: "أنتمُ أعلمُ بأمورِ دُنياكُم" . { فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ } في مُخَالفتِي { وَأَطِيعُونِ } فيما أبلِّغُه عنْهُ تعالى { إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ رَبّى وَرَبُّكُمْ فَٱعْبُدُوهُ } بـيانٌ لما أمرَهُم بالطاعةِ فيهِ، وهُو اعتقادُ التَّوحيدِ والتَّعبدُ بالشرائعِ { هَـٰذَا } أي التوحيدُ والتَّعبدُ بالشرائعِ { صِرٰطٌ مُّسْتَقِيمٌ } لا يضِلّ سالِكُه وهُو إمَّا من تتمة كلامِه عليه السَّلامُ أو استئنافٌ من جهتِه تعالى مقررٌ لمقالةِ عيسَى عليه السَّلامُ. { فَٱخْتَلَفَ ٱلأَحْزَابُ } الفِرقُ المتحزبةُ { مِن بَيْنِهِمْ } أي مِن بـينِ مَنْ بُعثَ إليهم من اليهَّودِ والنصَّارَى. { فَوَيْلٌ لّلَّذِينَ ظَلَمُواْ } من المختلفينَ { مِنْ عَذَابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ } هو يومُ القيامةِ. { هَلْ يَنظُرُونَ } أيْ ما ينتظرُ النَّاسُ { إِلاَّ ٱلسَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُمْ } أي إلا إتيانَ الساعةِ. { بَغْتَةً } أيْ فجأةً لكنْ لا عندَ كونِهم مترقبـينَ لها بل غافلينَ عنها مشتغلينَ بأمورِ الدُّنيا منكرينَ لها وذلكَ قولُه تعالى: { وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ }.