التفاسير

< >
عرض

يَوْمَ يَسْمَعُونَ ٱلصَّيْحَةَ بِٱلْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ ٱلْخُرُوجِ
٤٢
إِنَّا نَحْنُ نُحْيِـي وَنُمِيتُ وَإِلَيْنَا ٱلْمَصِيرُ
٤٣
يَوْمَ تَشَقَّقُ ٱلأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعاً ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ
٤٤
نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَآ أَنتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِٱلْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ
٤٥

إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم

{ يَوْمَ يَسْمَعُونَ ٱلصَّيْحَةَ } بدلٌ منْ يومَ يُنادِي الخ وهي النفخةُ الثانيةُ { بِٱلْحَقّ } متعلقٌ بالصيحةِ والعاملُ في الظرفِ ما يدلُّ عليهِ قولُه تعالَى: { ذَلِكَ يَوْمُ ٱلْخُرُوجِ } أيْ يوم يسمعونَ الصيحةَ ملتبسةً بالحقِّ الذَّي هُوَ البعثُ بخرجونَ منَ القبورِ { إِنَّا نَحْنُ نُحْيي وَنُمِيتُ } في الدُّنيا منْ غيرِ أنْ يشاركَنَا في ذلكَ أحدٌ { وَإِلَيْنَا ٱلْمَصِيرُ } للجزاءِ في الآخرةِ لا إِلى غيرِنا لا استقلالاً ولا اشتراكاً { يَوْمَ تَشَقَّقُ ٱلأَرْضُ عَنْهُمْ } بحذفِ إحْدَى التاءينِ منْ تتشققُ وقُرِىءَ بتشديدِ الشينِ وتُشقَّقُ عَلى البناءِ للمفعولِ من التفعيلِ وَتنشقُ { سِرَاعاً } مسرعينَ { ذَلِكَ حَشْرٌ } بعث وجمعٌ وسوقٌ { عَلَيْنَا يَسِيرٌ } أيْ هينٌ وتقديمُ الجارِّ والمجرورِ لتخصيصِ اليُسْرِ بهِ تعالَى { نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ } مِنْ نفْي البعثِ وتكذيبِ الآياتِ الناطقةِ بهِ وغيرِ ذلكَ مما لا خيرَ فيهِ { وَمَا أَنتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ } بمتسلطٍ تقسرهُم علَى الإيمانِ أو تفعلُ بهمُ ما تريدُ وإنما أنتَ مذكرٌ { فَذَكّرْ بِٱلْقُرْءانِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ } وأما مَنْ عداهُم فنحنُ نفعلُ بهمُ ما توجبُهُ أقوالُهم وتستدعيهِ أعمالُهم من ألوانِ العقابِ وفنونِ العذابِ.

عنِ النبـيِّ عليهِ الصلاةُ والسلامُ: " "مَنْ قرأَ سورةَ ق هَوَّنَ الله عليهِ ثاراتِ الموتِ وسكراتِه" .