التفاسير

< >
عرض

وَمَآ أَمْرُنَآ إِلاَّ وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِٱلْبَصَرِ
٥٠
وَلَقَدْ أَهْلَكْنَآ أَشْيَاعَكُمْ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ
٥١
وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي ٱلزُّبُرِ
٥٢
وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُّسْتَطَرٌ
٥٣
إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ
٥٤
فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ
٥٥
-القمر

إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم

{ وَمَا أَمْرُنَا إِلاَّ وٰحِدَةٌ } أي كلمةٌ واحدةٌ سريعةُ التكوينِ وهُو قولُه تعالَى كُنْ أو إلا فعلةٌ واحدةٌ هو الإيجادُ بلا معالجةٍ { كَلَمْحٍ بِٱلْبَصَرِ } في اليُسرِ والسرعةِ وقيلَ: معناهُ قولُه تعالَى: { وَمَا أَمْرُ ٱلسَّاعَةِ إِلاَّ كَلَمْحِ ٱلْبَصَرِ } [سورة النحل، الآية 77] { وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَـٰعَكُمْ } أي أشباهَكُم في الكفرِ من الأممِ وقيل: أتباعَكُم { فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ } يتعظُ بذلكَ { وَكُلُّ شَىْء فَعَلُوهُ } من الكفرِ والمعاصِي مكتوبٌ على التفصيلِ { فِى ٱلزُّبُرِ } أي في ديوانِ الحفظةِ { وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ } من الأعمالِ { مُّسْتَطَرٌ } مسطورٌ في اللوحِ المحفوظِ بتفاصيلِه، ولما كانَ بـيانُ سوءِ حالِ الكفرةِ بقولِه تعالى { إِنَّ ٱلْمُجْرِمِينَ } الخ مِمَّا يستدعِي بـيانَ حُسنِ حالِ المؤمنينَ ليتكافأَ الترهيبُ والترغيبُ بـيّن ما لَهُم من حسنِ الحالِ بطريقِ الإجمالِ فقيلَ: { إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ } بالإيمانِ أي منَ الكفرِ والمعاصِي { فِي جَنَّـٰتِ } عظيمةِ الشأنِ { وَنَهَرٍ } أي أنهارٍ. كذلكَ والإفرادُ للاكتفاءِ باسمِ الجنسِ مراعاةً للفواصلِ، وقُرِىءَ نُهْرٍ جمعُ نَهَرٍ كأُسْدٍ وأَسدٍ { فِى مَقْعَدِ صِدْقٍ } في مكانٍ مرضيَ وقُرِىءَ في مقاعدِ صدقٍ { عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرِ } أي مقربـينَ عند مليكٍ لا يُقادَرُ قدرُ ملكِه وسلطانِه فلا شيءَ إلاَّ وهو تحتَ ملكوتِه سبحانَهُ ما أعظمَ شأنَهُ.

عنْ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم: " "مَنْ قرأَ سورةَ القمرِ في كلِّ غِبَ بعثَهُ الله تعالى يومَ القيامةِ ووجهُه مثلُ القمرِ ليلةَ البدرِِ" .