التفاسير

< >
عرض

فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
٤٧
ذَوَاتَآ أَفْنَانٍ
٤٨
فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
٤٩
فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ
٥٠
فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
٥١
فِيهِمَا مِن كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ
٥٢
فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
٥٣
-الرحمن

إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم

{ فَبِأَىّ ءالاء رَبّكُمَا تُكَذّبَانِ } وقولُه تعالَى:

{ ذَوَاتَا أَفْنَانٍ } صفةٌ لجنَّتانِ وما بـينهُمَا اعتراضٌ وُسّطَ بـينهُمَا تنبـيهاً على أنَّ تكذيبَ كلَ من الموصوفِ والصفةِ موجبٌ للإنكارِ والتوبـيخِ والأفنانُ إمَّا جمعُ فَنَ أيْ ذَوَاتا أنواعٍ من الأشجارِ والثمارِ، أو جمعُ فَنَنٍ أي ذَوَاتا أغصانٍ متشعّبةٍ من فروعِ الشجرِ وتخصيصُها بالذكرِ لأنها التي تورقُ وتثمرُ وتمد الظلَّ { فَبِأَىّ ءالاء رَبّكُمَا تُكَذّبَانِ } وليسَ فيها شيءٌ يقبلُ التكذيبَ.

{ فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ } صفةٌ أخرى لجنتانِ أي في كلِّ واحدةٍ منهما عينٌ تجري كيفَ يشاءُ صاحبُها في الأعالي والأسافلِ، وقيلَ: تجريانِ من جبلٍ من مسكٍ، وعن ابنِ عبَّاسٍ والحسنِ: تجريانِ بالماءِ الزلالِ إحداهُما التسنيمُ والأُخرى السلسبـيلُ، وقيلَ: إحداهُما من ماءٍ غيرِ آسنٍ والأُخرى من خمرٍ لذةٍ للشاربـينَ قالَ أبو بكرِ الورَّاقُ: فيهما عينانِ تجريانِ لمن كانتْ عيناهُ في الدُّنيا تجريانِ من مخافةِ الله عزَّ وجلَّ { فَبِأَىّ ءالاء رَبّكُمَا تُكَذّبَانِ }. وقولُه تعالَى { فِيهِمَا مِن كُلّ فَـٰكِهَةٍ زَوْجَانِ } أي صنفانِ: معروفٌ وغريبٌ أو رطبٌ ويابسٌ، صفةٌ أُخرى لجنَّتانِ. وتوسيطُ الاعتراضِ بـينَ الصفاتِ لمَا مرَّ آنِفاً { فَبِأَىّ ءالاء رَبّكُمَا تُكَذّبَانِ }.