التفاسير

< >
عرض

عَلَىٰ سُرُرٍ مَّوْضُونَةٍ
١٥
مُّتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ
١٦
يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ
١٧
بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ
١٨
لاَّ يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلاَ يُنزِفُونَ
١٩
وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ
٢٠
وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ
٢١
-الواقعة

إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم

{ عَلَىٰ سُرُرٍ مَّوْضُونَةٍ } حالٌ أُخرى من المقربـينَ أو من ضميرِهم في الحالِ الأُولى وقيلَ: خبرٌ آخرُ للضميرِ والموضونةُ المنسوجةُ بالذهبِ مشبكةٌ بالدرِّ والياقوتِ أو المتواصلةُ من الوضنِ وهو النسجُ { مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُّتَقَـٰبِلِينَ } حالانِ من الضميرِ المستكنِّ فيما تعلقَ بهِ على سررٍ أي مستقرينَ على سررٍ متكئينَ عليها متقابلينَ لا ينظرُ بعضُهم من أقفاءِ بعضٍ وهو وصفٌ لهم بحسنِ العشرةِ وتهذيبِ الأخلاقِ والآدابِ. { يَطُوفُ عَلَيْهِمْ } حالٌ أُخرى أو استئنافٌ أي يدورُ حولَهُم للخدمةِ { وِلْدٰنٌ مُّخَلَّدُونَ } أي مبقونَ أبداً على شكلِ الولدانِ وطراوتِهم لا يتحولونَ عنها وقيلَ مقرطونَ والخُلد القِرطُ قيلَ: هم أولادُ أهلِ الدُّنيا لم يكُن لهم حسناتٌ فيثابُوا عليها ولا سيئاتٌ فيعاقبُوا عليها، رُويَ ذلكَ عن عليَ رضيَ الله عنه وعنِ الحسنِ رحمَهُ الله، وفي الحديثِ أولادُ الكفارِ خدامُ أهلِ الجنةِ { بِأَكْوَابٍ } بآنيةٍ لا عُرَى لها ولا خَراطيمُ. { وَأَبَارِيقَ } أي آنيةٌ ذاتُ عُرى وخَراطيمَ { وَكَأْسٍ مّن مَّعِينٍ } أي خمرٍ جاريةٍ من العُيونِ قيلَ: إنما أفردَ الكأسَ لأنها لا تسمَّى كأساً إلا إذا كانتْ مملوءةً { لاَّ يُصَدَّعُونَ عَنْهَا } أيْ بسببها. وحقيقتُه لا يصدرُ صداعُهم عنْهَا. وقُرِىءَ لا يصَّدَّعُون أي لا يتصدَّعُون ولا يتفرقونَ، كقولِه تعالى: { { يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ } [سورة الروم، الآية 43] وقرىءَ لا يُصدعونَ أي لا يفرقُ بعضُهم بعضاً { وَلاَ يُنزِفُونَ } أي لا يسكرُون من أُنزِفَ الشاربُ إذا نفدَ عقلُه أو شرابُه { وَفَـٰكِهَةٍ مّمَّا يَتَخَيَّرُونَ } أي يختارونه ويأخذون خيره وأفضله.

{ وَلَحْمِ طَيْرٍ مّمَّا يَشْتَهُونَ } أي يتمنونَ وقُرىءَ ولحومِ طيرٍ.