التفاسير

< >
عرض

فَسَلاَمٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ ٱلْيَمِينِ
٩١
وَأَمَّآ إِن كَانَ مِنَ ٱلْمُكَذِّبِينَ ٱلضَّآلِّينَ
٩٢
فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِيمٍ
٩٣
وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ
٩٤
إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ حَقُّ ٱلْيَقِينِ
٩٥
فَسَبِّحْ بِٱسْمِ رَبِّكَ ٱلْعَظِيمِ
٩٦
-الواقعة

إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم

وقوله تعالى: { فَسَلَـٰمٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَـٰبِ ٱلْيَمِينِ } إخبارٌ من جهته تعالى بتسليمِ بعضهم على بعضٍ كما يُفصح عنه اللامُ لا حكايةُ إنشاءِ سلامِ بعضِهم على بعض وإلا لقيل عليك والالتفاتُ إلى خطاب كل واحدٍ منهم للتشريفِ { وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ ٱلْمُكَذّبِينَ ٱلضَّالّينَ } وهم أصحابُ الشمال عبر عنهم بذلكَ حسبما وصفوا به عند بـيانِ أحوالِهم بقوله تعالى: { { ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا ٱلضَّالُّونَ ٱلْمُكَذّبُونَ } [سورة الواقعة، الآية 51] ذماً لهم بذلك وإشعاراً بسببِ ما ابتْلوا به من العذابِ { فَنُزُلٌ } أي فله نزلٌ كائنٌ{ مِنْ حَمِيمٍ } يُشرب بعد أكل الزقومِ كما فُصل فيما قبلُ. { وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ } أي إدخالٌ في النارِ وقيل: إقامةٌ فيها ومقاساةٌ لألوان عذابها وقيل: ذلك ما يجده في القبر من سَمومِ النارِ ودخانِها { إِنَّ هَذَا } أي الذي ذُكرَ في السورةِ الكريمةِ { لَهُوَ حَقُّ ٱلْيَقِينِ } أي حقُّ الخبزِ اليقينِ وقيل: الحقُّ الثابتُ من اليقين والفاء في قوله تعالى: { فَسَبّحْ بِٱسْمِ رَبّكَ ٱلْعَظِيمِ } لترتيبِ التسبـيحِ أو الأمر به على ما قبلها فإن حقيةَ ما فُصل في تضاعيفِ السورةِ الكريمةِ ممَّا يوجبُ تنزيهَه تعالى عمَّا لا يليقُ بشأنه الجليلِ من الأمورِ التي من جُملتِها الإشراكُ به والتكذيبُ بآياتِه الناطقةِ بالحقِّ. عنِ النبـيِّ صلى الله عليه وسلم: " "مَنْ قرأَ سُورةَ الواقعةِ في كلِّ ليلةٍ لم تُصبْهُ فاقةٌ أبداً" .