التفاسير

< >
عرض

إِنَّمَآ أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَٱللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ
١٥
فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ مَا ٱسْتَطَعْتُمْ وَٱسْمَعُواْ وَأَطِيعُواْ وَأَنْفِقُواْ خَيْراً لأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ
١٦
إِن تُقْرِضُواْ ٱللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَٱللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ
١٧
عَالِمُ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَادَةِ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ
١٨
-التغابن

إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم

{ إِنَّمَا أَمْوٰلُكُمْ وَأَوْلَـٰدُكُمْ فِتْنَةٌ } بلاءٌ ومحنةٌ يوقعونَكُم في الإثمِ من حيثُ لا تحتسبون { وَٱللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ } لمن آثَرَ محبةَ الله تعالَى وطاعَتَهُ على محبةِ الأموالِ والأولادِ والسعيِ في تدبـيرِ مصالحِهِم { فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ مَا ٱسْتَطَعْتُمْ } أي ابذلُوا في تقواهُ جهدَكُم وطاقَتَكُم { وَٱسْمَعُواْ } مواعظَهُ { وَأَطِيعُواْ } أوامرَهُ { وَأَنْفِقُواْ } مما رزقكُم في الوجوهِ التي أمركُم بالإنفاقِ فيها خالصاً لوجهِهِ { خَيْراً لأَنفُسِكُمْ } أي ائتُوا خيراً لأنفسِكُم وافعلُوا ما هو خيرٌ لها وأنفعُ وهو تأكيدٌ للحثِّ على امتثالِ هذهِ الأوامرِ وبـيانٌ لكونِ الأمورِ المذكورةِ خيراً لأنفسِهِم، ويجوزُ أن يكونَ صفةً لمصدرٍ محذوفٍ أو إنفاقاً خيراً أو خبراً لكانَ مقدراً جواباً للأوامرِ أي يَكُنْ خيراً لأنفسِكُم { وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ } الفائزونَ بكلِ مرامٍ.

{ إِن تُقْرِضُواْ ٱللَّهَ } بصرفِ أموالِكُم إلى المصارفِ التي عينها { قَرْضًا حَسَنًا } مقروناً بالإخلاصِ وطيبِ النفسِ { يُضَـٰعِفْهُ لَكُمْ } بالواحدِ عشرةً إلى سبعمائةٍ وأكثرَ. وقُرِىءَ يُضعّفهُ لكُم { وَيَغْفِرْ لَكُمْ } ببركةِ الإنفاقِ ما فرطَ منكُم من بعضِ الذنوبِ { وَٱللَّهُ شَكُورٌ } يَعطى الجزيلَ بمقابلةِ النزرِ القليلِ { حَلِيمٌ } لا يعاجلُ بالعقوبةِ مع كثرةِ ذنوبِكُم { عَـٰلِمُ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَـٰدَةِ } لا يَخفى عليهِ خافيةٌ { ٱلعَزِيزُ ٱلحَكِيمُ } المبالغُ في القدرةِ والحكمةِ.

عن النبـيِّ صلى الله عليه وسلم: " "منْ قرأَ سورةَ التغابنِ دُفِعَ عنهُ موتُ الفجأةِ" .