التفاسير

< >
عرض

لأَخَذْنَا مِنْهُ بِٱلْيَمِينِ
٤٥
ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ ٱلْوَتِينَ
٤٦
فَمَا مِنكُمْ مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ
٤٧
وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ
٤٨
وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنكُمْ مُّكَذِّبِينَ
٤٩
وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى ٱلْكَافِرِينَ
٥٠
وَإِنَّهُ لَحَقُّ ٱلْيَقِينِ
٥١
فَسَبِّحْ بِٱسْمِ رَبِّكَ ٱلْعَظِيمِ
٥٢
-الحاقة

إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم

{ لأَخَذْنَا مِنْهُ بِٱلْيَمِينِ } أي بـيمينِهِ { ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ ٱلْوَتِينَ } أي نياطَ قلبِهِ بضربِ عنقِهِ وهو تصويرٌ لإهلاكِهِ بأفظعِ ما يفعلُهُ الملوكُ بمن يغضبونَ عليهِ وهو أنْ يأخدَ القتَّالُ بـيمينه ويكفَحُه بالسيفِ ويضربَ عُنقَهُ وقيلَ اليمينُ بمعنى القوةِ قال قائلُهُم:

إِذا مَا رَايةٌ رُفِعَتْ لِمَجْدتلقَّاها عُرابةُ باليمينِ

{ فَمَا مِنكُم } أيُّها الناسُ { مّنْ أَحَدٍ عَنْهُ } عن القتلِ أو المقتولِ { حَـٰجِزِينَ } دافعينَ وصفٌ لأحدٍ فإنَّهُ عامٌّ { وَإِنَّهُ } أي وإنَّ القُرآنَ { لَتَذْكِرَةٌ لّلْمُتَّقِينَ } لأنهم المنتفعونَ بهِ { وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنكُم مُّكَذّبِينَ } فنجازيهم على تكذيبِهِم { وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى ٱلْكَـٰفِرِينَ } عند مشاهداتِهِم لثوابِ المؤمنينَ { وَإِنَّهُ لَحَقُّ ٱلْيَقِينِ } الذي لا يحومُ حولَهُ ريبٌ مَا { فَسَبّحْ بِٱسْمِ رَبّكَ ٱلْعَظِيمِ } أي فسبحْ بذكرِ اسمهِ العظيمِ تنزيهاً لهُ عن الرِّضا بالتقولِ عليهِ وشكراً على ما أُوحِيَ إليكَ. عنِ النبـيِّ صلى الله عليه وسلم: " "مَنْ قَرَأَ سورةَ الحَاقَّةِ حاسبَهُ الله حساباً يسيراً" .