التفاسير

< >
عرض

وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَـۤئِكَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوۤاْ أَنْفُسَهُم بِمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يِظْلِمُونَ
٩
-الأعراف

إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم

{ وَمَنْ خَفَّتْ مَوٰزِينُهُ } أي موازينُ أعمالِه أو أعمالُه التي لا وزن لها ولا اعتدادَ بها وهي أعْمالُه السيئة { فَأُوْلَـئِكَ } إشارةٌ إليهم باعتبار اتصافِهم بتلك الصفة القبـيحةِ، والجمعيةُ ومعنى البُعدِ لما مر آنفاً في نظيره وهو مبتدأٌ خبرُه { ٱلَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُم } أي ضيّعوا الفطرةَ السليمةَ التي فُطروا عليها وقد أُيّدت بالآيات البـينة وقولُه تعالى: { بِمَا كَانُواْ بِآيَـٰتِنَا يَظْلِمُونَ } متعلق بخسروا وما مصدريةٌ وبآياتنا متعلقٌ بـيظلمون على تضمين معنى التكذيبِ قُدِّم عليه لمراعاة الفواصلِ، والجمعُ بـين صيغتي الماضي والمستقبل للدَلالة على استمرار الظلمِ في الدنيا أي فأولئك الموصوفون بخفة الموازينِ خسروا أنفسَهم بسبب تكذيبِهم المستمر بآياتنا ظالمون.