{أَوْلَىٰ لَكَ فَأَوْلَىٰ} أيْ ويلٌ لكَ وأصلُه أَوْلاَكَ الله ما تكرهُه واللامُ مزيدةٌ كمَا في
{ رَدِفَ لَكُم } [سورة النمل، الآية 72] أوْ أَوْلى لكَ الهلاكُ وقيلَ: هُو أفعلُ منَ الويلِ بعدَ القلبِ كأدْنى من دُون أو فَعْلى من آلَ يؤولُ بمَعنى عقباكَ النارُ {ثُمَّ أَوْلَىٰ لَكَ فَأَوْلَىٰ} أيْ يتكررُ عليهِ ذلكَ مرةً بعدَ أُخْرَى. {أَيَحْسَبُ ٱلإِنسَـٰنُ أَن يُتْرَكَ سُدًى} أيْ يخلى مُهملاً فلاَ يكلَّفُ ولا يُجزى وقيلَ: أنْ يتركَ في قبرِه ولا يبعثَ وقولُه تعالَى: {أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مّن مَّنِىّ يُمْنَىٰ} الخ، استئنافٌ واردٌ لإبطالِ الحسبانِ المذكورِ فإنَّ مدارَهُ لمَّا كانَ استبعادُهم للإعادةِ استدلَّ على تحققِها ببدءِ الخلقِ {ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً} أيْ بقدرةِ الله تعالَى لقولِه تعالَى:
{ ثُمَّ خَلَقْنَا ٱلنُّطْفَةَ عَلَقَةً } [سورة المؤمنون، الآية 14] {فَخَلَقَ} أي فقدرَ بأنْ جعلَها مضغةً مخلقةً {فَسَوَّىٰ} فعدَّلَ وكمَّل نشأتَهُ {فَجَعَلَ مِنْهُ} منَ الإنسانِ {ٱلزَّوْجَيْنِ} أيِ الصنفينِ {ٱلذَّكَرَ وَٱلأُنثَىٰ} بدلُ الزوجينِ {أَلَيْسَ ذَلِكَ} العظيمُ الشأنِ الذي أنشأَ هَذا الإنشاءَ البديعَ {بِقَادِرٍ عَلَىٰ أَن يُحْيي ٱلْمَوْتَىٰ} وهُو أهونُ من البدءِ في قياسِ العقلِ. رُوي أنَّ النبـيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ إذَا قرأَها قالَ:
"سُبْحانكَ بَلَى" . وعنْهُ صلى الله عليه وسلم: " "مَنْ قرأَ سورةَ القيامةِ شهدتُ لَهُ أنَا وجبريلُ يومَ القيامةِ أنَّه كانَ مُؤمناً بـيومِ القيامةِ" .