التفاسير

< >
عرض

أَوْلَىٰ لَكَ فَأَوْلَىٰ
٣٤
ثُمَّ أَوْلَىٰ لَكَ فَأَوْلَىٰ
٣٥
أَيَحْسَبُ ٱلإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى
٣٦
أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَىٰ
٣٧
ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّىٰ
٣٨
فَجَعَلَ مِنْهُ ٱلزَّوْجَيْنِ ٱلذَّكَرَ وَٱلأُنثَىٰ
٣٩
أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَىٰ أَن يُحْيِـيَ ٱلْمَوْتَىٰ
٤٠
-القيامة

إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم

{ أَوْلَىٰ لَكَ فَأَوْلَىٰ } أيْ ويلٌ لكَ وأصلُه أَوْلاَكَ الله ما تكرهُه واللامُ مزيدةٌ كمَا في { رَدِفَ لَكُم } [سورة النمل، الآية 72] أوْ أَوْلى لكَ الهلاكُ وقيلَ: هُو أفعلُ منَ الويلِ بعدَ القلبِ كأدْنى من دُون أو فَعْلى من آلَ يؤولُ بمَعنى عقباكَ النارُ { ثُمَّ أَوْلَىٰ لَكَ فَأَوْلَىٰ } أيْ يتكررُ عليهِ ذلكَ مرةً بعدَ أُخْرَى.

{ أَيَحْسَبُ ٱلإِنسَـٰنُ أَن يُتْرَكَ سُدًى } أيْ يخلى مُهملاً فلاَ يكلَّفُ ولا يُجزى وقيلَ: أنْ يتركَ في قبرِه ولا يبعثَ وقولُه تعالَى: { أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مّن مَّنِىّ يُمْنَىٰ } الخ، استئنافٌ واردٌ لإبطالِ الحسبانِ المذكورِ فإنَّ مدارَهُ لمَّا كانَ استبعادُهم للإعادةِ استدلَّ على تحققِها ببدءِ الخلقِ { ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً } أيْ بقدرةِ الله تعالَى لقولِه تعالَى: { { ثُمَّ خَلَقْنَا ٱلنُّطْفَةَ عَلَقَةً } [سورة المؤمنون، الآية 14] { فَخَلَقَ } أي فقدرَ بأنْ جعلَها مضغةً مخلقةً { فَسَوَّىٰ } فعدَّلَ وكمَّل نشأتَهُ { فَجَعَلَ مِنْهُ } منَ الإنسانِ { ٱلزَّوْجَيْنِ } أيِ الصنفينِ { ٱلذَّكَرَ وَٱلأُنثَىٰ } بدلُ الزوجينِ { أَلَيْسَ ذَلِكَ } العظيمُ الشأنِ الذي أنشأَ هَذا الإنشاءَ البديعَ { بِقَادِرٍ عَلَىٰ أَن يُحْيي ٱلْمَوْتَىٰ } وهُو أهونُ من البدءِ في قياسِ العقلِ.

رُوي أنَّ النبـيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ إذَا قرأَها قالَ: "سُبْحانكَ بَلَى" . وعنْهُ صلى الله عليه وسلم: " "مَنْ قرأَ سورةَ القيامةِ شهدتُ لَهُ أنَا وجبريلُ يومَ القيامةِ أنَّه كانَ مُؤمناً بـيومِ القيامةِ" .