التفاسير

< >
عرض

إِنَّ هَـٰذَا كَانَ لَكُمْ جَزَآءً وَكَانَ سَعْيُكُم مَّشْكُوراً
٢٢
إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ ٱلْقُرْآنَ تَنزِيلاً
٢٣
فَٱصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلاَ تُطِعْ مِنْهُمْ ءَاثِماً أَوْ كَفُوراً
٢٤
وَٱذْكُرِ ٱسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلاً
٢٥
-الإنسان

إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم

{ إِنَّ هَذَا } على إضمارِ القولِ أي يقالُ لهم إنَّ هَذا الذي ذُكرَ من فنون الكراماتِ { كَانَ لَكُمْ جَزَاء } بمقابلة أعمالِكم الحسنةِ { وَكَانَ سَعْيُكُم مَّشْكُوراً } مرضياً مقبُولاً مُقابَلاً بالثوابِ. { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ ٱلْقُرْءانَ تَنزِيلاً } أيْ مُفرقاً مُنجَّماً لحِكَمٍ بالغةٍ مقتضةٍ له لا غيرُنَا كما يعربُ عنه تكريرُ الضميرِ معَ إنَّ { فَٱصْبِرْ لِحُكْمِ رَبّكَ } بتأخير نصرك على الكفَّارِ فإنَّ له عاقبةً حميدةً. { وَلاَ تُطِعْ مِنْهُمْ ءاثِماً أَوْ كَفُوراً } أي كلَّ واحدٍ من مرتكبِ الإثمِ الدَّاعِي لكَ إليهِ ومن الغالِي في الكُفر الدَّاعِي إليهِ، وأو للدلالة على أنَّهما سيَّانِ في استحقاق العصيانِ والاستقلالِ به، والتقسيمُ باعتبار ما يدعُونَهُ إليه فإنَّ ترتبَ النَّهي على الوصفين مشعرٌ بعلَّيتِهما له فلا بُدَّ أنْ يكونَ النهيُ عن الإطاعةِ في الإثمِ والكفرِ فيما ليسَ بإثمٍ ولا كُفرٍ، وقيلَ الآثمُ عُتبةُ فإنَّه كانَ ركَّاباً للمآثمِ متعاطياً لأنواعِ الفسوقِ والكفورِ، والوليدُ فإنَّه كان غالباً في الكُفر شديدَ الشكيمةِ في العُتوِّ { وَٱذْكُرِ ٱسْمَ رَبّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلاً } وداومْ على ذكره في جميعِ الأوقاتِ أو دُمْ على صلاة الفجرِ والظهرِ والعصرِ فإنَّ الأصيلَ ينتظمُهما.