التفاسير

< >
عرض

إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَٰقِعٌ
٧
فَإِذَا ٱلنُّجُومُ طُمِسَتْ
٨
وَإِذَا ٱلسَّمَآءُ فُرِجَتْ
٩
وَإِذَا ٱلْجِبَالُ نُسِفَتْ
١٠
وَإِذَا ٱلرُّسُلُ أُقِّتَتْ
١١
لأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ
١٢
لِيَوْمِ ٱلْفَصْلِ
١٣
وَمَآ أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ ٱلْفَصْلِ
١٤
-المرسلات

إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم

{ إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ } جوابٌ للقسمِ أيْ إنَّ الذي تُوعدونَهُ من مجيءِ القيامةِ كائنٌ لا محالةَ { فَإِذَا ٱلنُّجُومُ طُمِسَتْ } مُحيتْ ومُحقتْ أو ذُهبَ بنورِها { وَإِذَا ٱلسَّمَاء فُرِجَتْ } صُدعتْ وفُتحتْ فكانتْ أبواباً. { وَإِذَا ٱلْجِبَالُ نُسِفَتْ } جُعلتْ كالحبِّ الذي يُنسفُ بالمنسفِ، ونحوهُ { { وَبُسَّتِ ٱلْجِبَالُ بَسّاً } [سورة الواقعة، الآية 5] وقيل: أُخذتْ منْ مقارِّها بسرعةٍ من انتسفتَ الشيءَ إذا اختطفتَهُ. وقُرِىءَ طُمِّستْ وفُرِّجتْ ونُسِّفتْ مشددةً { وَإِذَا ٱلرُّسُلُ أُقّتَتْ } أي عُيِّنَ لهُم الوقتُ الذي يحضرونَ فيه للشهادةِ على أممهِم وذلكَ عند مجيئه وحضورهِ إذْ لا يتعينُ لهم قيلَه أو بلغُوا الميقاتَ الذي كانُوا ينتظرونَهُ وقُرِىءَ وُقِّتتْ على الأصلِ وبالتخفيفِ فيهما { لايّ يَوْمٍ أُجّلَتْ } مقدرٌ بقولٍ هُو جوابٌ لإذا في قولِه تعالى: { وَإِذَا ٱلرُّسُلُ أُقّتَتْ } أو حالٌ من مرفوعِ أقتت أي يقالُ لأيِّ يومٍ أُخرت الأمورُ المتعلقةُ بالرسل والمرادُ تعظيمُ ذلكَ اليومِ والتعجيبُ من هولِه. وقولُه تعالَى { لِيَوْمِ ٱلْفَصْلِ } بـيانٌ ليومِ التأجيلِ وهو اليومُ الذي يُفصلُ فيهِ بـينَ الخلائقِ { وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ ٱلْفَصْلِ } مَا مبتدأٌ أدراكَ خبرُهُ أيْ أيُّ شيءٍ جعلَكَ دارياً ما هُو فوضعَ الضميرِ يومَ الفصلِ لزيادةِ تفظيعٍ وتهويلٍ على أنَّ مَا خبرٌ ويومُ الفصلِ مبتدأٌ لاَ بالعكسِ كما اختارَهُ سيبويِه لأنَّ محطَّ الفائدةِ بـيانٌ كونِ يومِ الفصلِ أمراً بديعاً هائلاً لا يُقادرُ قَدُرُه ولا يُكتنُه كُنْههُ كَما يفيدُه خبريةُ ما لاَ بـيانُ كونِ أمرٍ بديعٍ من الأمورِ يومَ الفصلِ كما يُفيده عكْسُه.