التفاسير

< >
عرض

وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ
١٥
أَلَمْ نُهْلِكِ ٱلأَوَّلِينَ
١٦
ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ ٱلآخِرِينَ
١٧
كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِٱلْمُجْرِمِينَ
١٨
وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ
١٩
أَلَمْ نَخْلُقكُّم مِّن مَّآءٍ مَّهِينٍ
٢٠
فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ
٢١
إِلَىٰ قَدَرٍ مَّعْلُومٍ
٢٢
فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ ٱلْقَادِرُونَ
٢٣
-المرسلات

إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم

{ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لّلْمُكَذّبِينَ } أيْ في ذلكَ اليومِ الهائلِ. وويلٌ في الأصلِ مصدرٌ منصوبٌ سادٌّ مسدَّ فعلِه لكنْ عُدلَ بهِ إلى الرفعِ للدلالةِ على ثباتِ الهلاكِ ودوامِه للمدعوِّ عليهِ ويومئذٍ ظرفُه أو صفتُه.

{ أَلَمْ نُهْلِكِ ٱلأَوَّلِينَ } كقومِ نوحٍ وعادٍ وثمودَ لتكذيبِهم بهِ. وقُرِىءَ نَهلكَ بفتحِ النونِ من هلَكَه بمعنى أهلَكَه { ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ ٱلآخِرِينَ } بالرفعِ على ثمَّ نحنُ نتبعُهم الآخرينَ من نظرائِهم السالكينَ لمسلكِهم في الكفرِ والتكذيبِ وهُو وعيدٌ لكفارِ مكةَ. وقُرِىءَ ثمَّ سنُتبعُهم، وقُرِىءَ نُتبعْهُم بالجزمِ عطفاً على نُهلك فيكونُ المرادُ بالآخرينَ المتأخرينَ هلاكاً من المذكورينَ كقومِ لوطٍ وشعيبٍ ومُوسى عليهم السَّلامُ. { كَذٰلِكَ } مثلَ ذلكَ الفعلِ الفظيعِ { نَفْعَلُ بِٱلْمُجْرِمِينَ } أي سنَّتُنا جاريةٌ على ذلكَ { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ } أيْ يومُ إذْ أهلكناهُم { لّلْمُكَذّبِينَ } بآياتِ الله تعالَى وأنبـيائِه وليسَ فيه تكريرٌ لما أنَّ الويلَ الأولَ لعذابِ الآخرةِ وَهَذا لعذابِ الدُّنيا { أَلَمْ نَخْلُقكُّم } أي ألم نُقدرْكُم { مّن مَّاء مَّهِينٍ } أي من نُطفةٍ قذرةٍ مهينةٍ { فَجَعَلْنَـٰهُ فِى قَرَارٍ مَّكِينٍ } هو الرحمُ { إِلَىٰ قَدَرٍ مَّعْلُومٍ } إلى مقدارٍ معلومٍ من الوقتِ قدَّرهُ الله تعالَى للولادةِ تسعةَ أشهرٍ، أو أقلَّ منها أو أكثرَ { فَقَدَرْنَا } أي فقدرناهُ وقد قُرِىءَ مُشدداً أو فقدرنا على ذلكَ على أنَّ المرادَ بالقُدرةِ ما يقارنُ وجودَ المقدورِ الفعلِ { فَنِعْمَ ٱلْقَـٰدِرُونَ } أي نحنُ.