التفاسير

< >
عرض

لاَّ ظَلِيلٍ وَلاَ يُغْنِي مِنَ ٱللَّهَبِ
٣١
إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَٱلْقَصْرِ
٣٢
كَأَنَّهُ جِمَٰلَتٌ صُفْرٌ
٣٣
وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ
٣٤
هَـٰذَا يَوْمُ لاَ يَنطِقُونَ
٣٥
وَلاَ يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ
٣٦
وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ
٣٧
هَـٰذَا يَوْمُ ٱلْفَصْلِ جَمَعْنَٰكُمْ وَٱلأَوَّلِينَ
٣٨
-المرسلات

إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم

{ لاَّ ظَلِيلٍ } تهكمٌ بهم أُو ردٌ أوهمَه لفظُ الظلِّ. { وَلاَ يُغْنِى مِنَ ٱللَّهَبِ } أي غيرُ مغنٍ لهم من حرِّ اللهبِ شيئاً { إِنَّهَا تَرْمِى بِشَرَرٍ كَٱلْقَصْرِ } أي كلُّ شررةٍ كالقصرِ من القصورِ في عِظَمِها وقيلَ: هو الغليظُ من الشجر، الواحدةُ قصرةٌ نحو جَمْرٍ وجمرةٍ، وقُرِىءَ كالقَصَرِ بفتحتينِ وهي أعناقُ الإبلِ أو أعناقُ النخلِ نحو شجرةٍ وشجرٍ، وقُرِىءَ كالقُصُر بمعنى القصور كرهن ورهُن وقرىء كالقصر جمع قصرة { كَأَنَّهُ جِمَـٰلَةٌ } قيلَ: هو جمعُ جملٍ والتاءُ لتأنيثِ الجمعِ يقالُ جملٌ وجمالٌ وجمالةٌ وقيلَ: اسمُ جمعٍ كالحجارةِ { صُفْرٌ } فإنَّ الشرارَ لما فيهِ من الناريةِ يكونُ أصفرَ وقيلَ: سودٌ لأن سوادَ الإبلِ يضربُ إلى الصفرةِ والأولُ تشبـيهٌ في العظمِ، وهذا في اللونِ والكثرةِ والتتابعِ والاختلاطِ والحركةِ، وقُرِىءَ جمالاتٌ جمعُ جمالٍ أو جمالةٍ، وقُرِىءَ جَمالاتٌ جمعُ جَمالةٍ وقد قُرىءَ بها وهي الحبلُ العظيمُ من حبال السفنِ وقلوسِ الجسورِ والتشبـيهُ في امتدادِه والتفافهِ.

{ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لّلْمُكَذّبِينَ * هَـٰذَا يَوْمُ لاَ يَنطِقُونَ } إشارةٌ إلى وقتِ دخولِهم النارَ أيْ هذا يومُ لا ينطقونَ فيه بشىءٍ لما أنَّ السؤالَ والجوابَ والحسابَ قدْ انقضتْ قبلَ ذلكَ ويومُ القيامةِ طويلٌ له مواطنُ ومواقيتُ ينطقونَ في وقتٍ دُونَ وقتٍ فعبَّر عن وقت بـيومُ أو لا ينطقونَ بشيءٍ ينفعُهم فإن ذلكَ كلاَ نطقٍ وقُرِىءَ بنصبِ اليومِ أيْ هَذا الذي فُصِّلَ واقعٌ يومَ لا ينطِقون { وَلاَ يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ } عطفٌ على يُؤذنُ مُنتظمٌ في سلكِ النفي أيْ لا يكونُ لهم إذنٌ واعتذارٌ متعقبٌ له من غير أن يجعل الاعتذار مسبباً عن الإذن كما لو نصب { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لّلْمُكَذّبِينَ * هَـٰذَا يَوْمُ ٱلْفَصْلِ } بـين الحقِّ والباطلِ والمحقِّ والمبطلِ { جَمَعْنَـٰكُمْ } خطابٌ لأمة محمدٍ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ. { وَٱلأَوَّلِينَ } من الأممِ وهذا تقريرٌ وبـيانٌ للفصل.