التفاسير

< >
عرض

وَمَآ أَدْرَاكَ مَا ٱلْعَقَبَةُ
١٢
فَكُّ رَقَبَةٍ
١٣
أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ
١٤
يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ
١٥
أَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ
١٦
ثُمَّ كَانَ مِنَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَتَوَاصَوْاْ بِٱلصَّبْرِ وَتَوَاصَوْاْ بِٱلْمَرْحَمَةِ
١٧
أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلْمَيْمَنَةِ
١٨
وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ ٱلْمَشْأَمَةِ
١٩
عَلَيْهِمْ نَارٌ مُّؤْصَدَةٌ
٢٠
-البلد

إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم

وقولُه تعالَى:

{ وَمَا أَدْرَاكَ مَا ٱلْعَقَبَةُ } أيْ أيُّ شيءٍ أعلمكَ ما اقتحامُ العقبةِ لزيادةِ تقريرِها وكونِها عندَ الله تعالَى بمكانةٍ رفيعةٍ { فَكُّ رَقَبَةٍ } أيْ هُو إعتاقُ رقبةٍ { أَوْ إِطْعَامٌ فِى يَوْمٍ ذِى مَسْغَبَةٍ } أيْ مجاعةٌ { يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ } أيْ قَرابةٌ { أَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ } أي افتقارٌ وحيثُ كانَ المرادُ باقتحامِ العقبةِ هذهِ الأمورَ حسُنَ دخولُ لاَ عَلى الماضِي فإنَّها لا تكادُ تقعُ إلا مكررةً إذِ المَعْنى فلا فكَّ رقبةً ولا أطعَم يتيماً أو مسكيناً والمسغبةُ والمقربةُ والمتربةُ مفعلاتٌ من سغِبَ إذا جاعَ وقرُبَ منْ النسبِ وترِبَ إذا افتقرَ وقُرِىءَ فكَّ رقبةٍ أوْ أطعمَ على الإبدالِ من اقتحمَ { ثُمَّ كَانَ مِنَ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ } عطفٌ عَلى المنفيِّ بَلا وثمَّ للدلالة عَلى تراخي رتبة الإيمانِ ورفعةِ محلِّه لاشتراط جميعِ الأعمالِ الصالحةِ بهِ { وَتَوَاصَوْاْ بِٱلصَّبْرِ } عطفٌ على آمنُوا أيْ أوصَى بعضُهم بعضاً بالصبر على طاعة الله { وَتَوَاصَوْاْ بِٱلْمَرْحَمَةِ } بالرحمةِ عَلى عبادهِ أو بموجباتِ رحمتِه من الخيراتِ { أُوْلَـٰئِكَ } إشارةٌ إلى الموصولِ باعتبار اتصافِه بَما في حيز صلتِه، وما فيهِ من مَعْنى البعد معَ قُربِ العهدِ بالمشارِ إليهِ للإيذانِ ببعدِ درجتِهم في الشرفِ والفضلِ أيْ أولئكَ الموصوفونَ بالنعوتِ الجليلةِ المذكورةِ { أَصْحَـٰبُ ٱلْمَيْمَنَةِ } أي اليمينُ أو اليمنُ { وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِـئَايَـٰتِنَا } بما نصبنَاهُ دليلاً على الحقِّ من كتابٍ وحجة أو بالقرآنِ { هُمْ أَصْحَـٰبُ ٱلْمَشْـئَمَةِ } أي الشمالِ أو الشؤمِ { عَلَيْهِمْ نَارٌ مُّؤْصَدَةُ } مطبقةٌ من آصدتُ البابَ إذا أطبقتهُ وأغلقتَهُ وقُرىءَ مُوصدةٌ بغيرِ همزةٍ منْ أوصدتُهُ.

عنِ النبـيِّ صلى الله عليه وسلم " "مَنْ قرأَ لاَ أقسمُ بهذَا البلدِ أعطاهُ الله تعالَى الأمانَ من غضبِه يومَ القيامةِ" .