التفاسير

< >
عرض

فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا
١٤
وَلاَ يَخَافُ عُقْبَاهَا
١٥
-الشمس

إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم

{ فَكَذَّبُوهُ } أي في وعيدِه بقولِه تعالَى: { { وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوء فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } [سورة الأعراف، الآية 73] وقد جُوِّز أنْ يكونَ ضميرُ لهُم للأشقينِ ولا يلائمهُ ذكرُ سقياهَا.

{ فَعَقَرُوهَا } أي الأشقى والجمعُ على تقديرِ وحدتِه لرِّضا الكلِّ بفعلِه وقال قَتَادةُ بلغنا أنَّه لم يعقرْها حتى تابعَه صغيرُهم وكبـيرُهم وذكرُهم وأنثاهُم وقال الفرَّاءُ: عقرَها اثنانِ والعربُ تقولُ: هذانِ أفضلُ الناسِ { فَدَمْدمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ } فأطبقَ عليهم العذابَ وهو من تكريرِ قولِهم ناقةٌ مدمومةٌ إذا ألبسَها الشحمُ { بِذَنبِهِمْ } بسببِ ذنبِهم المحكيِّ والتصريحُ بذلكَ مع دلالةِ الفاءِ عليهِ للإنذارِ بعاقبةِ الذنبِ ليعتبرَ به كلُّ مذنبٍ { فَسَوَّاهَا } أي الدمدمةَ بـينهُم لم يفلتْ منهُم أحدٌ من صغيرٍ وكبـيرٍ أو فسوَّى ثمودَ بالأرضِ أو سوَّاها في الهلاكِ { وَلاَ يَخَافُ عُقْبَـٰهَا } أي عاقبتَها وتبعتَها كما يخافُ سائرُ المعاقبـينَ من الملوكِ فيبقِي بعضَ الإبقاءِ وذلك أنَّه تعالَى لا يفعلُ فعلاً إلى بحقَ وكلُّ من فعلَ فإنه بحقَ لا يخافُ عاقبةَ فعلِه وإنْ كانَ من شأنِه الخوفُ والواوُ للحالِ أو للاستئنافِ وقُرِىءَ فَلاَ يخافُ وقُرِىءَ ولَمْ يخفْ.

عنْ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم " "مَنْ قرأَ سورةَ الشمسِ فكأنما تصدقَ بكلِّ شيءٍ طلعتْ عليهِ الشمسُ والقمرُ" .