التفاسير

< >
عرض

وَٱلشَّمْسِ وَضُحَاهَا
١
وَٱلْقَمَرِ إِذَا تَلاَهَا
٢
وَٱلنَّهَارِ إِذَا جَلاَّهَا
٣
وَٱللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا
٤
وَٱلسَّمَآءِ وَمَا بَنَاهَا
٥
وَٱلأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا
٦
-الشمس

إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم

مكية وآيُها خمس عشرة

{ وَٱلشَّمْسِ وَضُحَـٰهَا } أي ضوئِها إذَا أشرقتْ وقام سلطانُها، وقيل: الضَّحوةُ ارتفاعُ النهارِ والضُّحى فوقَ ذلكَ والضحاءُ بالفتحِ والمدِّ إذا امتدَّ النهارُ وكادَ ينتصفُ { وَٱلْقَمَرِ إِذَا تَلـٰهَا } بأنْ طلعَ بعد غروبِها وقيل: إذا تلا طلوعُه طلوعَها وقيلَ: إذا تلاهَا في الاستدارةِ وكمال النُّورِ { وَٱلنَّهَارِ إِذَا جَلَّـٰهَا } أي جَلَّى الشمسَ فإنها تتجلَّى عند انبساطِ النهارِ فكأنه جلاَّها مع أنَّها التي تبسطُه أو جلَّى الظلمةَ أو الدُّنيا أو الأرضَ وإن لم يجرِ لها ذِكْرٌ للعلمِ بَها { وَٱلَّيْلِ إِذَا يَغْشَـٰهَا } أي الشمسَ فيُغطِّي ضوءَها أو الآفاقَ أو الأرضَ وحيثُ كانت الواواتُ العاطفةُ نوائبَ للواو الأُولى القسميةِ القائمةِ مقامَ الفعلِ والباءُ سادَّةً مسدَّهما معاً في قولكَ أقسمُ بالله حققْن أن يعمَلن عملَ الفعلِ والجارّ جميعاً كما تقول ضرب زيد عَمراً وبكرٌ خالداً { وَٱلسَّمَاء وَمَا بَنَـٰهَا } أيْ ومَنْ بنَاها وإيثارُ مَا على مَنْ لإرادةِ الوصفيةِ تفخيماً كأنَّه قيلَ: والقادرِ العظيمِ الشأنِ الذي بناهَا وجعلَها مصدريةً مخلٌّ بالنظمِ الكريمِ وكذا الكلامُ في قولِه تعالَى: { وَٱلأَرْضِ وَمَا طَحَـٰهَا } أي بسطَها من كلِّ جانبٍ كدحَاهَا.