التفاسير

< >
عرض

كَلاَّ لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعاً بِٱلنَّاصِيَةِ
١٥
نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ
١٦
فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ
١٧
سَنَدْعُ ٱلزَّبَانِيَةَ
١٨
-العلق

إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم

{ كَلاَّ } ردعٌ للناهي اللعينِ وخسوءٌ لَهُ واللامُ في قولِه تعالَى: { لَّئِن لَّمْ يَنتَهِ } موطئةٌ للقسمِ أي والله لئِن لَمْ ينتِه عَمَّا هُو عليهِ ولمْ ينزجرْ { لَنَسْفَعاً بِٱلنَّاصِيَةِ } لنأخذنَّ بناصيتهِ ولنسحبنّهُ بِهَا إلى النَّارِ والسفعُ القبضُ على الشيءِ وجذبُه بعنفٍ وشدةٍ وقُرِىءَ لنسفعنَّ بالنونِ المشددةِ وقُرِىءَ لأسفعنَّ وكتبتهُ في المصحفِ بالألفِ عَلى حكمِ الوقفِ والاكتفاءُ بلامِ العهدِ عنِ الإضافةِ لظهورِ أنَّ المرادَ ناصيةُ المذكورِ { نَاصِيَةٍ كَـٰذِبَةٍ خَاطِئَةٍ } بدلٌ منَ الناصيةِ وإنَّما جازَ إبدالُها منَ المعرفةِ وهي نكرةٌ لوصفِها وقُرئَتْ بالرفعِ على هِيَ ناصيةٌ وبالنصبِ وكلاهُما على الذمِّ والشتمِ ووصفُها بالكذبِ والخطإِ على الإسنادِ المجازيِّ وهُمَا لصاحبها وفيهِ من الجزالةِ مَا ليسَ في قولِه ناصيةُ كاذبٍ خاطىءٍ { فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ } أيْ أهلَ ناديهِ ليعينوهُ وهُو المجلسُ الَّذي ينتدي فيه القومُ أي يجتمعونَ. رُوي أنَّ أبَا جهلٍ مرَّ برسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم وهُو يُصلي فقالَ ألم أنهكَ فأغلظَ لَهُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فقالَ: أتهددني وأنا أكثرُ أهلِ الوادي نادياً فنزلتْ: { سَنَدْعُ ٱلزَّبَانِيَةَ } ليجروه إلى النَّارِ والزبانيةُ الشرطُ، الواحدُ زبْنيةٌ كعفريةٍ من الزِّبنِ وهُوَ الدَّفعْ وقيلَ: زَبَنِي وكأنَّه نسبَ إلى الزبنِ ثُمَّ غير كأمْسى وأصلُها زَبَاني فقيلَ: زبانيةٌ بتعويضِ التاءِ عن الياءِ والمرادُ ملائكةُ العذابِ وعن النبـيِّ صلى الله عليه وسلم: "لَوْ دَعا ناديه لأخذتْهُ الزبانيةُ عياناً"