التفاسير

< >
عرض

تَنَزَّلُ ٱلْمَلاَئِكَةُ وَٱلرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ
٤
سَلاَمٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ ٱلْفَجْرِ
٥
-القدر

إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم

وقولُه تعالَى:

{ تَنَزَّلُ ٱلْمَلَـٰئِكَةُ وَٱلرُّوحُ فِيهَا } استئنافٌ مبـينٌ لمناطِ فضلِها على تلكَ المدةِ المتطاولةِ وقد سبقَ في سورةِ النبأ ما قيلَ في شَأنِ الروحِ عَلى التفصيلِ وقيلَ: هم خلقٌ منَ الملائكةِ لا يراهُم الملائكةُ إلا تلكَ الليلةَ أيْ تنزلُ الملائكةُ والروحُ في تلكَ الليلةِ منْ كُلِّ سماءٍ إلى الأرضِ أوْ إلى السماءِ الدُّنيا { بِإِذْنِ رَبّهِمْ } متعلقٌ بتنزلُ أوْ بمحذوفٍ هُو حالٌ من فاعلِه أيْ ملتبسينَ بإذنِ ربهم أيْ بأمرِه { مّن كُلّ أَمْرٍ } أي من أجلِ كُلِّ أمرٍ قضاهُ الله عزَّ وجلَّ لتلكَ السنةِ إلى قابلِ كقولِه تعالَى: { { فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ } [سورة الدخان، الآية 4] وقُرىءَ منْ كُلِّ امرىءٍ أيْ منْ أجلِ كل إنسانٍ، قيلَ: لا يلقونَ فيها مؤمناً مؤمنةً إلا سلمُوا عليهِ { سَلَـٰمٌ هِىَ } أيْ مَا هيَ إلا سلامةٌ أيْ لا يقدرُ الله تعالى إلا السلامةَ والخيرَ وأمَّا في غيرِها فيقضي سلامةً وبلاءً أوْ ما هيَ إلا سلامٌ لكثرةِ ما يسلمونَ فيها على المؤمنينَ { حَتَّىٰ مَطْلَعِ ٱلْفَجْرِ } أيْ وقتِ طلوعِه وقرىءَ بالكسرِ على أنهُ مصدرٌ كالمرجعِ أو اسمُ زمانٍ على غيرِ قياسٍ كالمشرِقِ وحتَّى متعلقةٌ بتنزلُ على أنها غايةٌ لحكمِ التنزلِ أي لمكثِهمْ في محلِ تنزلِهم أو لنفسِ تنزلهم بأنْ لا ينقطعَ تنزلُهم فوجاً بعدَ فوجٍ إلى طلوعِ الفجرِ، وقيلَ: متعلقةٌ بسلامٍ بناءً على أنَّ الفصلَ بـين المصدرِ ومعمولِه بالمبتدأ مغتفرٌ في الجارِّ.

عنِ النبـيِّ صلى الله عليه وسلم: " "مَنْ قَرأَ سورةَ القدرِ أعطي من الأجرِ كَمَنْ صامَ رمضانَ وأَحْيَا ليلةَ القدرِ" .