التفاسير

< >
عرض

رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ ٱلْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ ٱلأَحَادِيثِ فَاطِرَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي ٱلدُّنُيَا وَٱلآخِرَةِ تَوَفَّنِى مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِٱلصَّالِحِينَ
١٠١
ذَلِكَ مِنْ أَنْبَآءِ ٱلْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوۤاْ أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ
١٠٢
وَمَآ أَكْثَرُ ٱلنَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ
١٠٣
وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ
١٠٤
-يوسف

مقاتل بن سليمان

حدثنا عبيد الله، قال: حدثنى أبي، قال: سمعت أبا صالح، قال: قال مقاتل، عن الضحاك، عن ابن عباس، قال: لم يتمن الموت نبى قط غير يوسف، عليه السلام، قال: { رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي }، يعني قد أعطيتني { مِنَ ٱلْمُلْكِ } على أهل مصر ثمانين سنة، { وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ ٱلأَحَادِيثِ }، من هاهنا صلة، يعني تعبير الرؤيا، { فَاطِرَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ }، يعني خالق السموات والأرض، كن { أَنتَ وَلِيِّي فِي ٱلدُّنُيَا وَٱلآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِماً }، يعني مخلصاً بتوحيدك، { وَأَلْحِقْنِي بِٱلصَّالِحِينَ } [آية: 101]، يعني أباه يعقوب، وإسحاق، وإبراهيم.
{ ذَلِكَ } الخبر { مِنْ أَنْبَآءِ }، يعني من أحاديث { ٱلْغَيْبِ }، غاب يا محمد أمر يوسف ويعقوب وبنيه عنك حتى أعلمناك، { نُوحِيهِ إِلَيْكَ }، لم تشهدوه ولم تعلمه، { وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ }، يعني عند إخوة يوسف، { إِذْ أَجْمَعُوۤاْ أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ } [آية: 102] بيوسف، عليه السلام.
{ وَمَآ أَكْثَرُ ٱلنَّاسِ }، يعني كفار مكة، { وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ } [آية: 103]، يعني بمصدقين، فيها تقديم.
{ وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ }، يعني على الإيمان من جُعل، { إِنْ هُوَ }، يعني القرآن، { إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ } [آية: 104].