التفاسير

< >
عرض

فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَىٰ يُوسُفَ آوَىٰ إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ٱدْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَآءَ ٱللَّهُ آمِنِينَ
٩٩
وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى ٱلْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّدَاً وَقَالَ يٰأَبَتِ هَـٰذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّاً وَقَدْ أَحْسَنَ بَيۤ إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ ٱلسِّجْنِ وَجَآءَ بِكُمْ مِّنَ ٱلْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزغَ ٱلشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِيۤ إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَآءُ إِنَّهُ هُوَ ٱلْعَلِيمُ ٱلْحَكِيمُ
١٠٠
-يوسف

مقاتل بن سليمان

{ فَلَمَّا دَخَلُواْ }، يعني يعقوب وأهله أرض مصر، { عَلَىٰ يُوسُفَ آوَىٰ }، يعني ضم { إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ } لهم: { ٱدْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَآءَ ٱللَّهُ آمِنِينَ } [آية: 99] من الخوف، فدخل منهم اثنان وسبعون إنساناً من ذكر وأنثى.
{ وَرَفَعَ } يوسف { أَبَوَيْهِ عَلَى ٱلْعَرْشِ }، يعني على السرير، وجعل أحدهما عن يمينه، والآخر عن يساره، وكانت أمه راحيل قد ماتت، وخالته تحت يعقوب، عليه السلام، وهي التي رفعها على السرير، { وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّدَاً }، أبوه وخالته وإخوته قبل أن يرفعهما على السرير في التقديم،. قال أبو صالح: هذه سجدة التحية، لا سجدة العبادة، { وَقَالَ } يوسف: { يٰأَبَتِ هَـٰذَا } السجود { تَأْوِيلُ }، يعني تحقيق { رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّاً }، يعني صدقاً، وكان بين رؤيا يوسف وبين تصديقها أربعون سنة، { وَقَدْ أَحْسَنَ بَيۤ إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ ٱلسِّجْنِ وَجَآءَ بِكُمْ مِّنَ ٱلْبَدْوِ }، كانوا أهل عمود مواشى، { مِن بَعْدِ أَن نَّزغَ }، يعني أزاغ { ٱلشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِيۤ إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَآءُ }، حين أخرجه من السجن ومن البئر، وجمع بينه وبين أهل بيته بعد التفريق، فنزع من قلبه نزع الشيطان على إخوته بلطفه، { إِنَّهُ هُوَ ٱلْعَلِيمُ ٱلْحَكِيمُ } [آية: 100].
مات يعقوب قبل يوسف بسنتين، ودفن يعقوب والعيص بن إسحاق في قبر واحد، وخرجا من بطن واحد، في ساعة واحدة، فلما جمع الله ليوسف شمله، فأقر بعينه، وهو مغموس في الملك والنعمة، اشتاق إلى الله وإلى آياته، فتمنى الموت.