{ مَّثَلُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ }، يعني بتوحيد ربهم، مثل { أَعْمَالُهُمْ } الخبيثة في غير إيمان، { كَرَمَادٍ ٱشْتَدَّتْ بِهِ ٱلرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ } في يوم شديد الريح، فلم ير منه شىء، فكذلك أعمال الكفار، { لاَّ يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُواْ عَلَىٰ شَيْءٍ }، يقول: لا يقدرون على ثواب شىء مما عملوا في الدنيا، ولا تنفعهم أعمالهم، لأنها لم تكن في إيمان، ثم قال: { ذٰلِكَ } الكفر، { هُوَ ٱلضَّلاَلُ ٱلْبَعِيدُ } [آية: 18]، يعني الطويل.
{ أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ خَلَقَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ بِٱلْحقِّ }، لم يخلقهما باطلاً لغير شىء، ولكن خلقهما لأمر هو كائن، ثم قال سبحانه لكفار هذه الأمة، { إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ } بالهلاك إن عصيتموه، { وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ } [آية: 19]، يعني بخلق غيركم أمثل وأطوع لله منكم.
{ وَمَا ذٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ بِعَزِيزٍ } [آية: 20]، يقول: هذا على الله هين يسير، { إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ }، نظيرها في الملائكة.