التفاسير

< >
عرض

خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ بِٱلْحَقِّ تَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ
٣
خَلَقَ ٱلإِنْسَانَ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ
٤
وَٱلأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ
٥
وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ
٦
وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَىٰ بَلَدٍ لَّمْ تَكُونُواْ بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ ٱلأَنفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ
٧
-النحل

مقاتل بن سليمان

{خَلَقَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ بِٱلْحَقِّ}، يقول: لم يخلقهما باطلاً لغير شىء، ولكن خلقهما لأمر هو كائن، {تَعَالَىٰ}، يعني ارتفع، {عَمَّا يُشْرِكُونَ} [آية: 3] به.
{خَلَقَ ٱلإِنْسَانَ مِن نُّطْفَةٍ}، يعني أبي بن خلف الجمحي، قتله النبي صلى الله عليه وسلم يوم أُحُد، {فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ} [آية: 4]، قال للنبي صلى الله عليه وسلم كيف يبعث الله هذه العظام، وجعل يفتها ويذريها في الريح، نظيرها في آخر يس:
{ قَالَ مَن يُحيِي ٱلْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ } [يس: 78].
ثم قال تعالى: {وَٱلأَنْعَامَ}، يعني الإبل، والبقر، والغنم، {خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ}، يعني ما تستدفئون بها من أصوافها، وأوبارها، وأشعارها أثاثاً، {وَمَنَافِعُ} في ظهورها، وألبانها، {وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ} [آية: 5]، يعني من لحم الغنم.
{وَلَكُمْ فِيهَا، يعني في الأنعام، {جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ}، يعني حين تروح من مراعيها إليكم عند المساء، {وَحِينَ تَسْرَحُونَ} [آية: 6]، من عندكم بكرة إلى الرعي.
{وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ}، يعني الإبل، والبقر، {إِلَىٰ بَلَدٍ لَّمْ تَكُونُواْ بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ ٱلأَنفُسِ}، يعني بجهد الأنفس، {إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ}، يعني لرفيق، {رَّحِيمٌ} [آية: 7] بكم فيما لكم من الأنعام من المنافع.