التفاسير

< >
عرض

وَلاَ تَقْتُلُوۤاْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم إنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئاً كَبِيراً
٣١
وَلاَ تَقْرَبُواْ ٱلزِّنَىٰ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَآءَ سَبِيلاً
٣٢
وَلاَ تَقْتُلُواْ ٱلنَّفْسَ ٱلَّتِي حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلاَّ بِٱلحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلاَ يُسْرِف فِّي ٱلْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً
٣٣
وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ ٱلْيَتِيمِ إِلاَّ بِٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّىٰ يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ ٱلْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً
٣٤
-الإسراء

مقاتل بن سليمان

{ وَلاَ تَقْتُلُوۤاْ أَوْلادَكُمْ }، يعني دفن البنات وهن أحياء، { خَشْيَةَ إِمْلاقٍ }، يعني مخافة للفقر، { نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم إنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئاً }، يعني إثماً، { كَبِيراً } [آية: 31].
قوله سبحانه: { وَلاَ تَقْرَبُواْ ٱلزِّنَىٰ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً }، يعني معصية، { وَسَآءَ سَبِيلاً } [آية: 32]، يعني المسلك، لم يكن يومئذ في الزنا حد، حتى نزل الحد بالمدينة في سورة النور.
{ وَلاَ تَقْتُلُواْ ٱلنَّفْسَ ٱلَّتِي حَرَّمَ ٱللَّهُ } قتلها، يعني باغياً، { إِلاَّ بِٱلحَقِّ } الذي يقتل فيقتل به، { وَمَن قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ }، يعني ولي المقتول، { سُلْطَاناً }، يعني مسلطاً على القتلى إن شاء قبله، وإن شاء عفا عنه، وإن شاء أخذ الدية، ثم قال لولي المقتول: { فَلاَ يُسْرِف فِّي ٱلْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً } [آية: 33] من أمر الله عز وجل في كتابه، جعل الأمر إليه، ولا تقتلن غير القاتل، فإن من قتل غير القاتل، فقد أسرف؛ لقوله سبحانه: { إِنَّهُ كَانَ مَنصُوراً }.
{ وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ ٱلْيَتِيمِ إِلاَّ بِٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ }، إلا لتنمي ماله بالأرباح، نسختها:
{ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ } [البقرة: 220]، { حَتَّىٰ يَبْلُغَ أَشُدَّهُ }، يعني ثماني عشرة سنة، { وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ } فيما بينكم وبين الناس، { إِنَّ ٱلْعَهْدَ } إذا نقض، { كَانَ مَسْؤُولاً } [آية: 34]، يقول: الله سائلكم عنه في الآخرة.