التفاسير

< >
عرض

وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ ٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ ٱلشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ ٱلشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوّاً مُّبِيناً
٥٣
رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ إِن يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِن يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً
٥٤
وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَنْ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ ٱلنَّبِيِّينَ عَلَىٰ بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً
٥٥
-الإسراء

مقاتل بن سليمان

{ وَقُل لِّعِبَادِي }، يعني عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، { يَقُولُواْ ٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ }، ليرد خيراً على من شتمه، وذلك أن رجلاً من كفار مكة شتمه، فهم به عمر، رضي الله عنه، فأمره الله عز وجل بالصفح والمغفرة، نظيرها في الجاثية: { قُل لِّلَّذِينَ آمَنُواْ... } [الجاثية: 14] إلى آخر الآية، { إِنَّ ٱلشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ }، يعني يغري بينهم، { إِنَّ ٱلشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوّاً مُّبِيناً } [آية: 53].
{ رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ } من غيره، { إِن يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ }، فيتوب عليكم، { أَوْ إِن يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ }، فيميتكم على الكفر نظيرها في الأحزاب،
{ لِّيُعَذِّبَ ٱللَّهُ ٱلْمُنَافِقِينَ وَٱلْمُنَافِقَاتِ } [الأحزاب: 73]، { وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً } [آية: 54]، يعني مسيطراً عليهم.
{ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَنْ فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ ٱلنَّبِيِّينَ عَلَىٰ بَعْضٍ }، منهم من كلم الله، ومنهم من اتخذه الله خليلاً، ومنهم من سخر الله له الطير، والجبال، ومنهم من أعطي ملكاً عظيماً، ومنهم من يحيي الموتى، ويبرئ الأكمه والأبرص، ومنهم من رفعه الله عز وجل إلى السماء، فكل واحد منهم فضل بأمر لم يعطه غيره، فهذا تفضيل بعضهم على بعض، ثم قال سبحانه: { وَآتَيْنَا }، يعني وأعطينا { دَاوُودَ زَبُوراً } [آية: 55]، مائة وخمسين سورة، ليس فيها حكم، ولا حد، ولا فريضة، ولا حلال، ولا حرام، وإنما هو ثناء على الله عز وجل، وتمجيد وتحميد.