التفاسير

< >
عرض

يَآأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱسْتَعِينُواْ بِٱلصَّبْرِ وَٱلصَّلاَةِ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّابِرِينَ
١٥٣
وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ ٱللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ
١٥٤
وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ ٱلْخَوْفِ وَٱلْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ ٱلأَمَوَالِ وَٱلأَنفُسِ وَٱلثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ ٱلصَّابِرِينَ
١٥٥
ٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا للَّهِ وَإِنَّـآ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ
١٥٦
أُولَـٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُهْتَدُونَ
١٥٧
-البقرة

مقاتل بن سليمان

{ يَآأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱسْتَعِينُواْ بِٱلصَّبْرِ وَٱلصَّلاَةِ }، يقول: استعينوا على طلب الآخرة بالصبر على الفرائض والصلوات الخمس فى مواقيتها نحو الكعبة، حين عيرتهم اليهود بترك قبلتهم، { إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّابِرِينَ } [آية: 153] على الفرائض والصلاة، { وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ ٱللَّهِ أَمْوَاتٌ }، نزلت فى قتلى بدر من المسلمين، وهم أربعة عشر رجلاً من المسلمين، ثمانية من الأنصار، وستة من المهاجرين، فمن المهاجرين: عبيدة بن الحارث بن عبدالمطلب، وعمير بن نضلة، وعقيل بن بكير، ومهجع ابن عبدالله مولى عمر بن الخطاب، رضى الله عنه، وصفوان بن بيضاء، فهؤلاء ستة من المهاجرين، ومن الأنصار: سعد بن خيثمة بن الحارث بن النخاط بن كعب بن غنم بن أسلم بن مالك بن الأوس، ومبشر بن عبدالمنذر، ويزيد بن الحارث، وعمر بن الحمام، ورافع بن المعلى، وحارثة بن سراقة، ومعوذ بن عفراء، وعوف بن عفراء، وعما ابنا الحارث بن مالك بن سوار، فهؤلاء ثمانية من الأنصار.
وذلك أن الرجل كان يقتل فى سبيل الله، فيقولون: مات فلان، فأنزل الله عز وجل: { وَلاَ تَقُولُواْ } معشر المؤمنين { لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ ٱللَّهِ أَمْوَاتٌ } { بَلْ أَحْيَاءٌ } مرزوقون فى الجنة عند الله، ثم قال سبحانه: { وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ } [آية: 154] بأنهم أحياء مرزوقون، ومساكن أرواح الشهداء سدرة المنتهى فى جنة المأوى، { وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ ٱلْخَوفْ وَٱلْجُوعِ }، يعنى القحط، { وَنَقْصٍ مِّنَ ٱلأَمَوَالِ وَٱلأَنفُسِ وَٱلثَّمَرَاتِ }، يعنى قحط المطر، { وَبَشِّرِ ٱلصَّابِرِينَ } [آية: 155] على هذه البلية بالجنة.
ثم نعت أهل المصيبة، فقال: { ٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ }، يعني فيما ذكر من هذه الآية، { قَالُواْ إِنَّا للَّهِ وَإِنَّـآ إِلَيْهِ رَاجِعونَ } [آية: 156]، { أُولَـٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ }، يعنى مغفرة، كقوله سبحانه:
{ { وَصَلِّ عَلَيْهِمْ } يعنى استغفر لهم، { إِنَّ صَلَٰوتَكَ } يعني استغفارك { { سَكَنٌ لَّهُمْ } [التوبة: 103] من ربهم، { وَرَحْمَةٌ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُهْتَدُونَ } [آية: 157] للاسترجاع.