{ ٱلَّذِينَ يَأْكُلُونَ ٱلرِّبَا } استحلالاً، { لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ ٱلَّذِي يَتَخَبَّطُهُ ٱلشَّيْطَانُ مِنَ ٱلْمَسِّ } فى الدنيا، وذلك علامة أكل الربا، { ذَلِكَ } الذى نزل بهم يوم القيامة، { بِأَنَّهُمْ قَالُوۤاْ إِنَّمَا ٱلْبَيْعُ مِثْلُ ٱلرِّبَا }، فأكذبهم الله عز وجل، فقال: { وَأَحَلَّ ٱللَّهُ ٱلْبَيْعَ وَحَرَّمَ ٱلرِّبَا }، فكان الرجل إذا حل ماله فطلبه، فيقول المطلوب: زدنى فى الأجل، وأزيدك على مالك، فيفعلان ذلك، فإن قيل لهم: إن هذا ربا، قالوا: سواء زدت فى أول بيع أو فى آخره عند محل المآل، فهما سواء، فذلك قوله سبحانه: { إِنَّمَا ٱلْبَيْعُ مِثْلُ ٱلرِّبَا }.
فقال الله عز وجل: { وَأَحَلَّ ٱللَّهُ ٱلْبَيْعَ وَحَرَّمَ ٱلرِّبَا }، { فَمَن جَآءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّنْ رَّبِّهِ }، يعنى البيان فى القراءة، { فَٱنْتَهَىٰ } عن الربا، { فَلَهُ مَا سَلَفَ }، يقول: ما أكل من الربا قبل التحريم، { وَأَمْرُهُ إِلَى ٱللَّهِ } بعد التحريم وبعد تركه، إن شاء عصمه من الربا، وإن شاء لم يعصمه، قال: { وَمَنْ عَادَ } فأكله استحلالاً لقولهم: { إِنَّمَا ٱلْبَيْعُ مِثْلُ ٱلرِّبَا }، يخوف أكلة الربا فى الدنيا أن يستحلوا أكله، فقال: { فَأُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } [آية: 275] لا يموتون.