{وَأُزْلِفَتِ} يعنى وقربت {ٱلْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ} [آية: 90] {وَبُرِّزَتِ ٱلْجَحِيمُ} يعنى وكشف الغطاء عن الجحيم {لِلْغَاوِينَ} [آية: 91] من كفار بنى آدم، وهم الضالون عن الهدى. {وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ} [آية: 92].
{مِن دُونِ ٱللَّهِ} لأنهم عبدوا الشيطان نظيرها فى الصافات {هَلْ يَنصُرُونَكُمْ أَوْ يَنتَصِرُونَ} [آية: 93] يعنى هل يمنعونكم النار، أو يمتنعون منها.
{فَكُبْكِبُواْ فِيهَا} يعنى فقذفوا فى النار، يعنى فقذفهم الخزنة فى النار {هُمْ} يعنى كفار بنى آدم {وَٱلْغَاوُونَ} [آية: 94] يعنى الشياطين الذين أغووا بنى آدم، ثم قال تعالى: {وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ} [آية: 95] يعنى ذرية إبليس كلهم.
{قَالُواْ وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ} [آية: 96] فى النار، فيها تقديم، وذلك أن الكفار من بنى آدم، قالوا للشياطين: {تَٱللَّهِ} يعنى والله {إِن} لقد {كُنَّا لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ} [آية: 97] {إِذْ نُسَوِّيكُمْ} يعنى نعدلكم يا معشر الشياطين {بِرَبِّ ٱلْعَالَمِينَ} [آية: 98] فى الطاعات فهذه خصومتهم.
ثم قال كفار مكة من بنى آدم: {وَمَآ أَضَلَّنَآ} عن الهدى {إِلاَّ ٱلْمُجْرِمُونَ} [آية: 99] يعنى الشياطين، ثم أظهروا الندامة، فقالوا: {فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ} [آية: 100] من الملائكة والنبيين {وَلاَ صَدِيقٍ حَمِيمٍ} [آية: 101] يعنى القريب الشفيق، فيشفعون لنا كما يشفع المؤمنين، وذلك أنهم لما رأوا كيف يشفع الله عز وجل، والملائكة، والنبين فى أهل التوحيد، قالوا عند ذلك: {فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ} إلى آخر الآية.
حدثنا أبو محمد، قال: حدثنى الهذيل، قال: قال مقاتل: استكثروا من صداقة المؤمنين، فإن المؤمنين يشفعون يوم القيامة، فذلك قوله سبحانه: {وَلاَ صَدِيقٍ حَمِيمٍ}.
ثم قال: {فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً} يعنى رجعة إلى الدنيا {فَنَكُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ} [آية: 102] يعنى من المصدقين بالتوحيد، {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً} يعنى إن فى هلاك قوم إبراهيم لعبرة لمن بعدهم {وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ} [آية: 103] يقول: لو كان أكثرهم مؤمنين لم يعذبوا فى الدنيا.
{وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ٱلْعَزِيزُ} فى نقمته {ٱلرَّحِيمُ} [آية: 104] بالمؤمنين هلك قوم إبراهيم بالصيحة تفسيره فى سورة العنكبوت.