التفاسير

< >
عرض

قُل لاَّ يَعْلَمُ مَن فِي ٱلسَّمَٰوٰتِ وٱلأَرْضِ ٱلْغَيْبَ إِلاَّ ٱللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ
٦٥
بَلِ ٱدَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي ٱلآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِّنْهَا بَلْ هُم مِّنْهَا عَمُونَ
٦٦
وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ أَإِذَا كُنَّا تُرَاباً وَآبَآؤُنَآ أَإِنَّا لَمُخْرَجُونَ
٦٧
لَقَدْ وُعِدْنَا هَـٰذَا نَحْنُ وَآبَآؤُنَا مِن قَبْلُ إِنْ هَـٰذَآ إِلاَّ أَسَاطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ
٦٨
قُلْ سِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَٱنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلْمُجْرِمِينَ
٦٩
وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُن فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ
٧٠
وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ
٧١
قُلْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ رَدِفَ لَكُم بَعْضُ ٱلَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ
٧٢
وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى ٱلنَّاسِ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَشْكُرُونَ
٧٣
وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ
٧٤
وَمَا مِنْ غَآئِبَةٍ فِي ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ
٧٥
-النمل

مقاتل بن سليمان

{ قُل لاَّ يَعْلَمُ مَن فِي ٱلسَّمَاواتِ } يعني الملائكة { وٱلأَرْضِ } الناس { ٱلْغَيْبَ } يعني البعث، يعني غيب الساعة { إِلاَّ ٱللَّهُ } وحده، عز وجل، ثم قال عز وجل: { وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ } [آية: 65] يقول لكفار مكة: وما يشعرون متى يبعثون بعد الموت لأنهم يكفرون بالبعث.
{ بَلِ ٱدَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي ٱلآخِرَةِ } يقول: علموا في الآخرة حين عاينوها ما شكوا فيه، وعموا عنه في الدنيا، { بَلْ هُمْ } اليوم { فِي شَكٍّ مِّنْهَا } يعني من الساعة { بَلْ هُم مِّنْهَا عَمُونَ } [آية: 66] في الدنيا. { وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ أَإِذَا كُنَّا تُرَاباً وَآبَآؤُنَآ أَإِنَّا لَمُخْرَجُونَ } [آية: 67] من القبور أحياء نزلت في أبي طلحة، وشيبة، ومشافع، وشرحبيل، والحارث وأبوه، وأرطأة بن شرحبيل، { لَقَدْ وُعِدْنَا هَـٰذَا } الذي يقول محمد صلى الله عليه وسلم يعنون البعث { نَحْنُ وَآبَآؤُنَا مِن قَبْلُ } يعنون من قبلنا { إِنْ هَـٰذَآ } الذي يقول محمد صلى الله عليه وسلم: { إِلاَّ أَسَاطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ } [آية: 68] يعني أحاديث الأولين وكذبهم.
{ قُلْ } لكفار مكة: { سِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَاْنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلْمُجْرِمِينَ } [آية: 69] يعني كفار الأمم الخالية كيف كان عاقبتهم في الدنيا الهلاك، يخوف كفار مكة مثل عذاب الأمم الخالية، لئلا يكذبوا محمداً صلى الله عليه وسلم وقد رأوا هلاك قوم لوط، وعاد، وثمود.
ثم قال للنبي صلى الله عليه وسلم: { وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ } يعني على كفار مكة إن تولوا عنك، ولم يجيبوك: { وَلاَ تَكُن فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ } [آية: 70] يقول: لا يضيق صدرك بما يقولن هذا دأبنا ودأبك أيام الموسم، وهم الخراصون وهم المستهزءون.
{ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْوَعْدُ } يعنون العذاب، { إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } [آية: 71] يعني النبي صلى الله عليه وسلم وحده بأن العذاب نازل بنا، { قُلْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ رَدِفَ لَكُم } يعني قريب لكم { بَعْضُ ٱلَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ } [آية: 72] فكان بعض العذاب القتل ببدر، وسائر العذاب لهم فيما بعد الموت.
ثم قال: { وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى ٱلنَّاسِ } يعني على كفار مكة حين لا يعجل عليهم العذاب حين أرادوه { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ } يعني أكثر أهل مكة { لاَ يَشْكُرُونَ } [آية: 73] الرب عز وجل في تأخير العذاب عنهم: { وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ } يعني ما تسر قلوبهم، { وَمَا يُعْلِنُونَ } [آية: 74] بألسنتهم.
{ وَمَا مِنْ غَآئِبَةٍ } يعني علم غيب ما يكون من العذاب { فِي ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ } وذلك حين استعجلوه بالعذاب { إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ } [آية: 75] يقول: إلا هو بين في اللوح المحفوظ.