التفاسير

< >
عرض

وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِلَّذِينَ آمَنُواْ ٱتَّبِعُواْ سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ وَمَا هُمْ بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُمْ مِّن شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ
١٢
وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالاً مَّعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ
١٣
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَىٰ قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاَّ خَمْسِينَ عَاماً فَأَخَذَهُمُ ٱلطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ
١٤
فأَنْجَيْناهُ وأَصْحَابَ ٱلسَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَآ آيَةً لِّلْعَالَمِينَ
١٥
-العنكبوت

مقاتل بن سليمان

{ وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } يعنى أبا سفيان { لِلَّذِينَ آمَنُواْ } نزلت فى عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وخباب بن الأرت، رضى الله عنهم، ختن عمر بن الخطاب، رضى الله عنه، على أخته أم جميل { ٱتَّبِعُواْ سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ }، وذلك أن أبا سفيان بن حرب بن أمية، قال لهؤلاء النفر: اتبعوا ملة آبائنا، ونحن الكفلاء بكل تبعة من الله تصيبكم، وأهل مكة علينا شهداء، فذلك قوله تعالى: { وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ }، يقول الله عز وجل: { وَمَا هُمْ بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُمْ مِّن شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ } [آية: 12] فيما يقولون.
{ وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالاً مَّعَ أَثْقَالِهِمْ }، يعنى وليحملن أوزارهم التى عملوا، وأوزاراً مع أوزارهم، لقولهم للمؤمنين: اتبعوا سبيلنا { مَّعَ }، يعنى إلى أوزارهم التى عملوا لأنفسهم، { وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ } [آية: 13]، من الكذب؛ لقولهم: نحن الكفلاء بكل تبعة تصيبكم من الله عز وجل.
{ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَىٰ قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاَّ خَمْسِينَ عَاماً }، يدعوهم إلى الإيمان بالله عز وجل، فكذبوه، { فَأَخَذَهُمُ ٱلطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ } [آية: 14]، يعنى الماء طغى على كل شىء، فأغرقوا.
{ فأَنْجَيْناهُ }، يعنى نوحاً، عليه السلام، { وأَصْحَابَ ٱلسَّفِينَةِ } من الغرق، { وَجَعَلْنَاهَآ }، يعنى السفينة { آيَةً لِّلْعَالَمِينَ } [آية: 15]، يعنى لمن بعدهم من الناس.