التفاسير

< >
عرض

ٱلَّذِينَ قَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُواْ لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِن كُنْتُمْ صَادِقِينَ
١٦٨
-آل عمران

مقاتل بن سليمان

فرجع يومئذ عبدالله بن أبى فى ثلاثمائة ولم يشهدوا القتال، فقال عبدالله بن رباب وأصحابه: أبعدكم الله، سيغنى الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم والمؤمنين عن نصركم، فلما انهزم المؤمنون وقتلوا يومئذ، قال عبدالله بن أبى: لو أطاعونا ما قتلوا، يعنى عبدالله بن رباب وأصحابه، فأنزل الله عز وجل فى قول عبدالله بن أبى: { ٱلَّذِينَ قَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ } فى النسب والقرابة، وليسوا بإخوانهم فى الدين، ولا الولاية، كقوله سبحانه: { { وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً } [هود: 61]، ليس بأخيهم فى الدين ولا فى الولاية، ولكن أخاهم فى النسب والقرابة، { وَقَعَدُواْ } عن القتال، { لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا }، فأوجب الله لهم الموت صفرة قمأة والإيجاب لمن كرهوا قتله من أقربائهم، فقال سبحانه: { قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِن كُنْتُمْ صَادِقِينَ } [آية: 168].